- من (بوّابة ريح) خالدة هبّت رياح ؛ لتجتاح إمضاءه إذ صبغت أوّلهُ بلون «العصاميّة» الثقافيّة والحياتيّة.
- كانت صرخته الأولى بين «تضاريس» الجبال والسّهول والأودية بالطائف عام 1952م
-بدايات نشأته الأولى «اصطبغت» -كما بداية إمضائه- بعصامية كان لها أثرها القوي لاحقا على تجربته الشعرية التي امتزجت بتجربته الذاتية في هذه الحياة.. كان جادا وقارئا نهما؛ إذ عمل مطوفاً للحجاج والمعتمرين -أوقات الإجازة- ونهل من كتبِ التراث ، كان والده يُلقي عليه بعض القصائد المطوّلة ؛ ليهتزّ قلبه ووجدانه الداخليّ طرباً وشغفاً بإيقاعات ذلك الكائن الساحر: الشّعر!
- شذرتان تغوصان داخل أعماق ذاته -كما هي في إمضائه-:
1- الموهبة الشعرية:
في صغره كان ينسجُ المعارضات لأساطين الشعراء مثل: البارودي ، وحافظ إبراهيم ،و في سنّ السادسة عشرة من عمره عزف مُعارضا لشوقي:
إذا جاد الزّمان لنا بيوم..
وصالا جاد بالهجرانِ عاما..
- يقول في رحيله المجازيّ إلى شواطئ الأحلام:
ألقيتُ بين يديكَ كُلّ عِتادي..
وأرحْتُ منْ همّ الطّريقِ جوادي..
وفرَرْتُ من لـفحِ العواصفِ حينما..
طال الرّحيلُ ، وماتَ صوتُ الحادِي..
قبل أن يحرّك رمال القصيدة الحديثة في المملكة العربية السعودية على وقع إيقاعات موسيقى «موقف الرمال « و»سيد البيد « و»تغريبة القوافل والمطر « خلال فترة الثمانينات الميلاديّة.
2- الثقافة الواسعة:
الّتي غرسها في أعماقه منذ أن كان صبيًّا وسقاها بقراءته التراثية النّهمة واطّلاعه الواسع ؛ لذا تميّز بين مجايليه بالقدرة الرائعة والمدهشة والمبتكرة في توظيف المفردة التراثيّة في القصيدة الحديثة.
- انعكس ما هو داخلِ أعماقِ إمضائه؛ لتكون ثلاث شذراتٍ خارجية تعلو إمضاءه تمثّلُ أهمّ ثلاث جوائز نالها خلال مسيرته الإبداعية:
1 -جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991م عن ديوانه (التّضاريس)
2- جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعريّ عن قصيدتهِ: (موقف الرمال..موقف الجناس)
3- جائزة شاعر عُكاظ عام 2007م في مهرجان سوق عكاظ الأوّل.
- رياح «العصاميّة» تحوّلت لريحِ «ألم» ؛ لتنحت آخرَ إمضائه ؛ في نهاية حياته عانى شاعرنا المبدع من المرض ؛ ليتوقفَ موسيقى نبض قلبه في جمعةِ العاشر من صفر عام 1432هـ .
-إمضاءُ الشّاعر مُحمد الثبيتي «تضاريس» إبداعية نُقشت بحس جمالي مُرهف في ذاكرة الشعر العربي.
حمد الدريهم - الدلم