(Playing)
لأن التاريخ الشفوي قاعدة بيانات مهمة, ومفتاح مهم من مفاتيح أبواب ثقافات الشعوب، فإن الأغنية/ الأهزوجة جزء من ذلك، أو عامل لا يقل إكمالًا عن العناصر المتممة الأخرى؛ كون مثل هذه الأدوات تستخدم لأغراض عدة: (الحروب, الأعراس, الأفراح العامة وبعض طقوس العبادة...) منذ الإغريق, حتى ما قبل كتابة هذا الاحتجاج الملتبس بالحنين, حين كانت حفلات الأعراس تقام في أفنية المنازل متطايرة منها الأغنيات التي تمجد شجاعة الرِّجال بأيقونة (الخَيَّال), وجمال المرأة بأيقونة (الغزالة), ذات الشَّعْر الأسطوري, أو (الديزني)؛ لأنه الأقرب ربما الآن! وإن كانت هذه الأغنيات دموية بعض الشيء وحادة, «ومُتَعَنْصِرة» حين تسرف في تقديس القبيلة وأمجادها..
لا أدري لِمَ لم تعدْ تتقاطعُ أغنيات الأعراس, والأفراح المتاحة التي تخصنا تحديدًا مع الفرح نفسه, بطابع العصر نفسه, وتستخدم أدوات الحالة, أو تفرض نفسها كأداة واجبة في مثل هذه الفقرة الاجتماعية بما يتسق وهي!؟
هل هو جرَّاء امتلاء الحياة بكل هذه التقنية, والأغنيات الإيقاعية فقط؛ لأن الكلام المصاحب طارئ وغير مهم, وغير مفهوم أحياناً!؟ أم هو من مخلفات الدخان, والعطب الإنساني العالمي مؤخراً, الذي بالضرورة غيَّر في وجه التفاصيل الخاصة!؟
(Paused)
الحالة: قبض مما تساقط به النهار, قبل أن ينصهر كملعقة حليب في عتمة (اسبريسو دبل شت) وأنا, وكومة أوراق A4, وفوهة الليل المفتوحة, والحَاجَّة «استر» تنظرُ من جانب الكوب الأيمن؛ تباركُ انخراط المُبَاغتة في المسافة, والقرارات, بجدية اندلاق الفكرة نفسها؛ لأني أبحثُ عن الوَلَدين اللذَين «ضاعا على جسر الصدى», والصَّبِية التي انقطعت بها «العربية» آخر أيام الصيفية, والغيمة الزرقاء, والبَرْد الكثير, في الأغنية الفيروزية. حتى عن «مَيْ» المتوارية, حين يَمدُّ (سلامة العبدالله) بالًا من التآكل والشتات بأمل أخير: «نشتري منك كان إنَّك تبيع»!! فلستُ فيروزية إلى هذا الحد ولا بنفسجية, ولا أحبُّ «الست» كثيرًا، إلا أن شخصيات الأغنيات الصامتة, والصارخة، والقصص التي تبدأ مع الأغنيات, وتعود بين كوبليه وآخر، تصنعُ فضولًا راهنًا.. فُرْجَة من النوع الوحشي بإحداث الوجع أو الفرح.. اللحظة التي لا تنسلخُ من نفسها إلا وقشعتْ شيئًا من جِلْد لحظة تخصنا, أو من حالة الشعور نفسها, ليبقى هذا النقصان دائرًا في كل مرة, وممتدًا مدة أطول، كنوع من الإجراءات الغائمة؛ تمامًا كما يحدث في ما تسحبك إليه النبرة الأوبرالية, في صوت السيدة ماجدة.
(Playlists)
(1)
«من يؤلف لي الظلال!؟
من يوسع لي الأماكن...»
(2)
«هل فرشت العُشْبَ ليلًا
وتلحَّفت الفضا
زاهدًا في ما سيأتي
ناسيًا ما قد مضى...»
نورة المطلق - الرياض