رددي الله أكبر ...
.... يا موطني!
ردِّدِي الله أكبر ...
ردِّدي
ردِّدي
ردِّدي ...
بـ استطاعة كل واحدٍ أن يُصوّر لنا وطنهُ حاملاً قلادةَ اليقينِ,
يقين الآمِنِينَ ..
أمانُ الواثقينَ على سَعَةِ ولاء ..
وعلى شفير الالتحام يدبّ الحماس مفاصِل استنكارِ كلّ خِيانةٍ عُظمَى..
كُل الطرُق تؤدّي إلى وطني ..
وطني الذي يتّسعُ لكلِّ شيء ..
إلا العَبَث!!
رأيتُ حين رأيت ..
أطفالاً يعبثونَ باللوحة ِ.. كــ احتمالاتٍ مستحيلةٍ للخروج..
كَأنْ يخرُج أحدهم من صفّهِ ملاك
لِيلقى حتفهُ بقنبُلَةِ «هلاك»!
على جرحِ مدينةٍ
لامَسَتْ يُتمَ البراءةِ والطهارةِ والقداسةِ
شُهداءَ الصّلاةِ,
شهداءَ الركوعِ, والقيامِ معَ السجودِ..
نَجَوْتُم بِـ الجزءِ الباقي من الأجزاءْ
والأخبارُ تتلوا لنا ما تيسّر من فجيعةٍ..
مَلَكتُم كل اختناقِ الأرضِ
وجُلَّ بكاءِ السماءِ
كأنْ تُحشَرُ الآآآآه وسط حلوقنا ولا تمضي!
كلُّ طفلٍ طفلُنا, وكل أخٍ أخونا, وكل أبٍ لنا
قدّس اللهُ أرواحكم.. وَجِبَاهَكُم.. وَرَوَاحَكُم
هنا..
نبضٌ ممتَلِئٌ بِالله تجلَّى
كأنَّ قيامةَ هذا المكانِ تَحُكُّ بِـ إِزْمِيلِها شِقّ السماءْ
لتبكي غيوم الصَّبْرِ صِبْراً
وتقطُر في عروقِ الأمهاتِ اللواتي رسَمْنَ جراحاتهنَّ
بِلَونِ الجنوحِ اسوِدَاداً وِدَاداً مِداداً وقَهْراً!!
حسبنا الله وحسب
كَغربةِ إنسانٍ بجيبِ عدوّ
سيمضي وحيداً بليداً
ويتركُ في اللامكان بشاعةً ومصير..
فَـ تبّاً وتبّ
للمواقف الأخيرة
للذخيرة
لكل من باعَ ضميرَه
بربكم
كيف خان إيقاعهم كل هذا النشيدِ؟!!
مجداً
وعلياء
ولوناً أخضَرَ!
الحبُّ أقوى من الموتِ, ولكن الممارسةُ أخطَر,
بربكم ماذا قرَ(عْـ)ـتُم لأسماعِهِم في الوطنية
هيَ المنسيَّةُ..
لأنها تُصِرُّ على الحضور
والممارسة
والطابور
فليسَ من الفراغِ أن نملَأَ الفراغ!
وليس من الترف
أن تظلَّ بِـ تائِها وَ بَهَاِئِها على الرفّ
صوتنا المرتفع لا بد أن يتجاوز المكان والزمان
والوجوه المكفهرّة خارج حدود الإنسان..
وأشياء كثيرةٌ بين يدي,
لكنها ليست في يدي!
فحين يموتُ البطل في أول الرواية
أوقِنُ أني سأتعب كثيراً قبل مصافحة الخاتمة
بحثاً عن مَشَاهِدَ وشَاهِد اجتازَنِي
وتركني أقلِّبُ الصفحاتِ بين فَكَّي رقيبٍ
وكفَّيّ شجاعةٍ كَـ مُنْزَوٍ تاهَ وراءَ شيءٍ آخرَ
ولكن سيبقى أولاً: وطني!
إيمان الأمير - مكة المكرمة