سَفَرٌ
يؤرجحُ لحظتيْن وصبحا
ويدان
في عري المآتمِ تُمْحى
من زهر أيلول
المعلَّب في اشتهاءات المدينة،
جئتَ تورقُ بوحا
عيناكَ
تستلاَّنِ ذاكرةَ الضَّريحِ
تُعيذُ
مَنْ يُفني هنالك لوحا
وفقأتَ عينَكَ
في توابيتِ التوجسِ
كان نردُ الذاتِ يبذرُ قمحا
كونيَّةً
تبدو جهاتُكَ
في انطفاءاتِ المكانِ
كأنْ يقينُكَ أوحى
غيباً فغيباً
سوف أصعدُ قُبَّراتِ الخائفين
سأستعيدُكَ ملحا
وسأمَّحي ،
قوتُ البنفسج ماثلٌ
في الجوعِ
في عبثٍ
يؤثِّثُ سفحا
الخائنون
مضيقهم في الأرضِ
أرهقهم أفولٌ
كان ينزف جرحا
والسادنون جمودَهم
في التمتماتِ
توضَّؤوا ماءً
فأصبحَ قيحا
لم يسجدِ العرَّافُ
للطينِ القديمِ
يداه أشباحٌ تعلِّبُ ذبحا
لم يحملِ الحطَّابُ
فأس ذنوبِهِ
في الغيبِ
بل ألقى بسِفْريَ رُمْحا
وتثاءبتْ قنِّينةٌ خرساءُ
في نبأ الهروبِ
فكيف ماؤُكَ أضحى ؟!
الآن من عَرَقِ الغَيابةِ
سوف أعجن شهقةً أخرى
لأوقدَ صبحا
والآن سرٌّ من غياباتِ الفناءِ
يجيءُ ،
يسكبُ في المسافةِ نَوْحا..
- حسن عبده صميلي