الثقافية - سعيد الدحية الزهراني :
كان أسبوعاً مطيراً وعاصفاً أيضاً.. طقسياً وثقافياً.. وكانا مُتوقَعين معاً.. فأرصاد الطقس الجوي والثقافي كانت تتلمس الحالة العاصفة فيما كان الناس يرتقبونها وينضجون حولها الحكايا والتأويلات والإشاعات..
حدث هذا حينما أصدر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي قراراً يقضي بتكليف الأستاذ سعود بن نصار الحازمي بالإشراف العام على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية إضافة إلى عمله مشرفاً عاماً على الإعلام الداخلي.. إذ أعفى الدكتور الطريفي وزير الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان الوكيل السابق لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية وعيّنه مستشاراً بمكتب الوزير..
المستشار الحجيلان تقلّد المنصب المنصرم بموافقة مجلس الوزراء على تعيينه على وظيفة “وكيل الوزارة للشؤون الثقافية” بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الثقافة والإعلام في مايو 2011م ومضى من حينها في خدمة الوطن والثقافة والمثقفين وُفق وأخفق شأنه شأن كل من يعمل إلا أن الشأن الآخر لدى الناس الذين من حقهم أيضاً أن يقولوا رأيهم لمن قبلَ أن يعمل..
مرحلة الدكتور الحجيلان - الحاصل على دكتوراه في الفلسفة في النقد الثقاقي من جامعة أنديانا بأمريكا عام 2008 وماجستير الاتصال التربوي من الجامعة ذاتها في 2005 وكذلك ماجستير في الأدب المقارن عام 2003 - مرحلته مرت بمنعطفات مفصلية تتلخص أبرز ملامحها في تطبيق نظام الانتخابات في الأندية الأدبية .. وهي المرحلة التي استهل بها الحجيلان عهده الثقافي.. لكنه كان استهلالاً غير موفق إذ صوحبت الانتخابات بتشكيك واسع عمّ الأندية الأدبية كافة حتى التي لم يطف على السطح تذمرها وإشكالاتها، ناهيك عن الأندية التي أزكمت رائحة دعاواها أنوف المحاكم.. وهو ما خلق صورة ذهنية قاتمة عن الوكالة ووكيلها صاحبَته إلى أن غادرها مستشاراً بمكتب الوزير..
الملمح الآخر يجسّده معرض الرياض الدولي للكتاب وهو الحدث الثقافي الأهم وطنياً وعربياً.. لكنه مضى برتابة وجمود قاتلين دون محاولة واضحة وجادة لإحداث تطوير حقيقي وملموس، بل كانت الوعود تتوالى لكن التطبيق في عداد الغائب .. أضف إلى هذا ضعف أداء مؤسسات الثقافة بصورة عامة ما أدى إلى خلق ترهل ثقافي واسع ومحبط.. وقد يكون المتسبب في هذا أطرافاً متعددة أخرى.
على الجانب المقابل يبرز البعد الأخلاقي الراقي تعاملاً وعملاً وعلماً لدى الوكيل سابقاً المستشار حالياً الحجيلان .. فالجميع يتفق على رقي خلقه وأدبه واحترامه .. ولعل هذا البعد أحد أهم المتطلبات في الشخصية الثقافية التي تتولى قيادة مشهد ثقافي متطلب ومتبرم وغير قانع أو راض على الدوام ..
المشهد الثقافي يقدر للحجيلان إسهاماته الوطنية والثقافية ويتمنى له الخير والتوفيق .. ويرحب بالوكيل الحازمي المكلف الجديد .. متطلعاً إلى مرحلة تصحيح واع ومدرك لحاجات المشهد ومعطيات المرحلة التي تجاوزها زمن الجيل الجديد بسرعة الإلكترون ..