إليها حين مدّت ظل السؤال، وتوارت فيَّ حروراً..
وإليَّ حين هيّأتُ الصدى فماد المدى على صراط الانتظار ألفافاً..
اطوي سؤالك.. ما هيّأتُ أصدائي
تاهت جهاتي، وأوقاتي، وأنحائي
يا منتهى المنتهى في العشق.. قد بدأت
قوافل الشوق معراجي وإسرائي
تسمو لشرفتك الغرّاء تحملني
بلهفةٍ وُلدَتْ في كوخيَ النائي
برئت من زورقي يا بحر فتنتها
ومن شراعي ومجدافي ومينائي
لكِ انتمائي إذا حدّثتُ عن نسبي
قد صار حبُّك أجدادي وآبائي
وصار مثلَ صباحي العذبِ ليليَ مذ
أنْ صار طيفكِ إصباحي وإمسائي
فرتّبيني.. لقد أصبحت أجهلني
وعلّمينيَ أوصافي وأسمائي
هنا فؤادي الذي.. صحراء صامتة
فلتعزفي مطراً من قلبك المائي
مُدّي كصوت التهاني حقلنا فِتَناً
ها قد نثرتُ فراشاتي وأندائي
وزوّدي الشمس من ذاك الحنان لكي
تمد للأرض إشعاعات أفياء
ثم اصبغي الليل من إشراق روحك كي
يَجنَّ ليل الدجى في زيّ أضواء
عطريةَ الصوت.. من أي المعاجم قد
صغتِ الأحاديث؟ من قاموس أشذاء؟
ما كان أحلى ليالٍ كلُّها سمَرٌ
أُرضي غرورك بين الحاء والباء!
رشفتُ صوتك.. كم من نشوةٍ سألَتْ:
أتلك حنجرةٌ أم كأس صهباء؟!
صَمتي لصوتك إجلال.. وكم خشعت
إذْ رتّل الغيمُ غيثاً روحُ صحراء!
إيقاع ضحكتك السحريُّ.. منذ شدا
أصبحتُ كلّيَ كلّيْ بعضَ إصغاء!
- سعود بن سليمان اليوسف