أرضي أعادي كل من عاداها
إني خلقت متيماً بهواها
نفديك يا جازان أخصب بقعة
بعزيمة لله ما أقواها
بالصدق والإخلاص والدم والفدا
وبكل روح عاهدت مولاها
تلك المروج الخضر يعجز وصفها
للسامعين ورَاقَ لي مرآها
ومراتع الغزلان والبلد التي
الله جل جلاله سواها
الفل والكادي هدايا أهلها
والفن والإبداع في مشتاها
وجزاك كل الخير يا سرب القطا
روحي بحسن نسيره سلاها
واليوم تسمو بالأمير محمد
كسفينة ترنو إلى مرساها
نهضت بعزمك يا ابن ناصر أرضها
وبذلت كل الجهد فوق ثراها
جادت مزارعها وأثمر غرسها
وأتت لنا الخيرات من يمناها
والبحر يجذبها إلى شطآنه
حتى رست كالطود في مرساها
شمخت على البحر العظيم جبالها
وتتابع العمران في مبناها
بالعلم طورها المليك فأصبحت
تحلو سواحل بحرها وقراها
أرسى ولي العهد كل حدودها
بالأمن حتى لا يمس ثراها
وولي ولي العهد جاء مكملاً
ما شاده سلطان في مبناها
ما غاب عنا سيد إلا أتى
من بعده بطلٌ يصون حماها
والجيش درع للبلاد وقوة
ضد الغزاة وضد من عاداها
مهما طغى الباغي وحاول غزوها
في دحره قد برهنوا شهداها
ما زلت أذكر يوم كنا جندها
بالأمس نفدي بالنفوس حماها
في طاعة الرحمن ثم مليكنا
رهن الإشارة والنفوس فداها
والصدق والإخلاص ملأ قلوبنا
في حرها في صيفها وشتاها
واليوم فرق في حماها شاسع
تتحدث الركبان عن مغزاها
مدت إلى الجزر البعيدة كفها
فتفاخرت فرسان في مسراها
كل الضواحي والنواحي عمَّها
العمران واشتمل الضياء قراها
فليهنأ الوطن الكبير بحبها
وبأرضها وبأهلها وهواها
هي سلة الخير الكثير وموئل
للعلم والإبداع في مجراها
صبيا وما صبيا سوى أنشودة
طير القطا بنشيده غناها
خضرٌ روابيها وعذبٌ ماؤها
ولكم تقول النفس ما أحلاها
وعليك يا فيفيا سلام محبةٍ
يهدى إلى الجبل الأشم شذاها
مثل النجوم الساطعات بنورها
تبدو على قمم الجبال قراها
سكانها فوق السحاب طموحهم
وجبالها فوق الجبال ذراها
وبقية المدن أشرقت أنوارها
بدءاً من ادناها إلى أقصاها
سارت على النهج القويم خطاها
وتحققت أحلامها ومناها
هذي بلادي في فؤادي حبها
أقسمت إني لا أحب سواها
بدماء قلبي قد كتبت قصيدتي
وبدمع عيني قد تحدر ماها
- العميد متقاعد/ عبيد الخماش العدواني