غامضةٌ هذه الشمس
وجهها بين البياض
وبين حزن المتعبين من السواد
كأنه في كل كأسٍ للمرارة والتعازي
قد تجلّى..
غامضةٌ هذه الشمس
ووجهها واضحٌ، وكأنه
مثل المرايا في الغرابة.. ليس إلاّ.
* * *
هذا الثوبُ الواسعُ يعني
أنّ الجسمَ ضئيلٌ
فمن ذا يطيق ضائقات الثياب؟
القدم اليسرى.. قدمي
والقدم اليمنى.. أيضاً قدمي
لكنّ التقدّم بهما، الآن، مستحيلٌ
خوفاً على هذا التراب..
هل أحدٌ قال بأنّ الغيابَ ذهاب؟
* * *
طالعٌ وحدي إلى هذه الشجرة
دائماً أطلع وحدي..
ولكني في النزول أصاحب الريح
دائماً أصاحب الريح..
ولكني طالعٌ وحدي إلى هذه الشجرة
دائماً هذه الشجرة..
ودائماً وحدي
* * *
عندما قال رجلٌ من الأهل القدامى
عن الأهل الذين سيحترفون التواتر
نحو المسافة بين كفّين
كان يدرك جيداً،
أنّ العين ليست تماماً مكان العين.
* * *
كلّ الأرصفة تتفهّم الخطوات
وكلّ شارع يعرف كيف يختار رصيفاً مطيعاً
له وحده..
فهل بعد الشارع ما بعده؟
جاهزٌ هذا الرصيف..
وجاهزةٌ هذه الخطوات..
لكنما البَعد البعيد لا يتجهّز أبداً
* * *
الآن أستطيع أن أشفق على حُلمي
لأنام..
فالآن بدأتُ الخوف من الرؤية والرؤيا
واستطعتُ الخوف من الكلام.
- بيروت
ffnff69@hotmail.com