المؤلِّف: نغويي وا ثيونغو
ترجمة: سعد البازعي
الناشر: مشروع «كلمة» للترجمة؛ أبوظبي؛ 2014
يتألف الكتاب من عدَّة محاضرات ألقاها مؤلف الكتاب، الكيني نغويي وا ثيونغو حول قضايا فكرية وأدبيَّة وثقافية مختلفة تتمحور حول تأثير العولمة التي يمارسها الغرب على العالم على أكثر من مستوى، والموقف الذي اتخذته ويجب أن تتخذه ثقافات العالم غير الغربي تجاه ذلك التأثير يتركز اهتمام المؤلِّف على إفريقيا في سياق ما يسميه «جدل العولمة» حيث تنشأ مساعٍ مختلفة للحفاظ على الثقافات المحليَّة وتنميتها باتجاه الانفتاح على العالم لكن من دون فقدان الخصائص المحليَّة التي تُهدِّد العولمة بمحوها. ويضرب المؤلِّف أمثلة كثيرة لتلك المساعي التي أسهم هو مع بعض زملائه حين كان في بلاده وفي دول إفريقية مجاورة في الاضطلاع ببعضها، التي كانت مبعث كتابة المحاضرات وضمها من ثمَّ في كتاب تحت عنوان اشتقه من اللغة الإنجليزية هو «غلوباليكتيكز» الذي يجمع العولمة مع المفهوم الذي وضعه الفيلسوف الألماني هيجل، أيّ مفهوم الجدل «الديالكتيك» حيث يحدث تفاعل بين قوتين تنتج عنهما قوة ثالثة. ما يتطلَّع إليه المؤلِّف هو جدلية من النوع المشار إليه يتفاعل فيها الطرفان دونمًا هيمنة لأحدهما.
يتكون الكتاب من أربعة فصول جاءت تحت العناوين التالية:
- السيد الإنجليزي والعبد المستعمَر.
- تعليم العبد المستعمَر.
- المخيلة الجدل؛ عولمية: في العالم لما بعد الاستعماري.
- المحلي والشفاهي والسيد الكتابي: الأدب المحكي، المشافهة، المشافهة الافتراضية.
هذه الفصول الأربعة « ترسم صورة مركبة للميادين التي جرت عليها مقاومة الاستعمار قديمًا ويرى الكاتب أنها نفسها التي تجري عليها أيْضًا مقاومة العولمة حاليًّا في توجهها لمحو السمات المحليَّة. والكاتب الكيني الذي عرف برفضه كتابة رواياته بلغة أوروبيَّة وإصراره على كتابتها بلغته الإفريقية المحليَّة، كما سجَّل ذلك في كتابه «تحرير العقل من الاستعمار»، إنما ينقل المعركة في هذا الكتاب إلى تخوم أخرى ليست مختلفة تمامًا وإنما مواكبة لمستجدات العصر.