المؤلِّف: حنة ارندت ومارتن هيدغر
نقله إلى العربية: حميد لشهب
الناشر: دار جداول: بيروت؛ 2014
«لم يُكتب لأيِّ كتاب لآرندت ولهيدغر أن يعرف هذا الاهتمام الواسع الانتشار، بل الكاسح، مثل الكتاب الذي نشر في تبادل الرسائل بينهما على الصعيد العالمي. وفي مدة قصيرة جدًا، اهتمت بها السينما، والمسرح، والندوات، وحلقات الدراسة، والصحافة المتخصصة.
ويبقى السؤال: أيّ سرّ وراء استمرار العلاقة بين الاثنين رغم كل هذه الاضطرابات والانقطاعات وخيبات الأمل. أَساهم تصوّر آرندت للحب واهتمامها به في أطروحتها وفي تعلّقها به بعماء نفسي وروحي؟ أيّ شيء أحبّت فيه وهو الذي يُعدُّ عند البعض كومة من خيبة الأمل والرسوب والعناد وعدم الثقة، كما زعم ذلك المحلل النفساني فيشر.
إن تبادل الرسائل بين حنّة آرندت ومارتن هيدغر يشبه إلى حدّ ما طريقًا سيارًا يدور حول مدينة كبيرة، ولهذه المدينة مداخل عدَّة آهلة بالأفكار والعواطف.
ما قد يهم الفيلسوف في اهتمامه بأفكار هذه الرسائل لن يكون شيئًا آخر غير «مفهوم الحب» نفسه في بعده الفلسفي المحض. باستثناء رسالة أطروحتها، لم يخصص لا هيدغر ولا آرندت أية دراسة قائمة بذاتها للحب كنشاط فلسفي. لا يتعلّق الأمر إذن بنسق فلسفي قائم بذاته في أعمال الاثنين، بل بما يمكن للمرء أن يستشفّه على ضوء هذه الرسائل ومن خلال الشذرات الكثيرة فيما نشراه في كتابات أخرى. أن الحب ليس دافعًا غريزيًا، إيروتيكيًا عندهما فقط، بل له تأثير بنيوي في تفكيرهما.