وطن على أيدي الأباة يقومُ
وصروح عزته بنته حلومُ
وسهامه للحق يبري حدها
همم وعقل راسخ وعزومُ
وإذا تجاسر أشأم ومضلل
هزَّ النجاد مظفر شغمومُ
لقحت جحافل زحفهم موَّارةً
عن أبلج يطوي الظلام هميمُ
هذا بيان الحق جاء مزمجراً
البأس في لغة البيان رخيم
ألقى على الوجع اليماني بسطةً
من حلمه فاستعجمته خصومُ
حتى إذا أعيا وأعذر مُنذر
وتصامم القول الفصيح رجيمُ
فزعت لها في الله نجدة ماجد
بالله معتصمٌ رضاه يرومُ
أخذت يداه الحزم سدد رأيه
عقل وسدد رميهنَّ عليمُ
ألقت أبابيلُ الأمان أمانها
وعلى البغاة أمانهنَّ رُجُومُ
صنعاءُ أتعبك الهوى حباً فما
لبنيك ينأى مُشفق ورحيمُ
ألقوك في فتن بفَيح أتونها
تُشْوى قُلوب حرةٌ وجسومُ
مدت أفاعي الغدر ناباً كالحاً
كسرى يساقي سمها ويُسٍيْمُ
ما أيقظت «ذي قار» سكرة غيهم
باغٍ وفي ظلل الضلال يهيمُ
ما استنقذ الفتحُ المبين عقولهم
فلهم بكل ضلالة تسليمُ
هذا الأوانُ لفتح زيغ عقولهم
أوحى لهم بدع الغوي سقيمُ
فتصنَّعوا حب النبي وآله
خاب الدَّعيُّ وإفكه المسمومُ
حاشا ابنة الصدّيق من بهتانهم
طهُرَت وخاب الخانس المذموم
حاشا أبا السبطين من دعواهمو
عن كلّ فرية بدعة معصوم
حاشاك يازهراءُ مما أحدثوا
شرفت خلائق كنتها وأرومُ
حاشا الحسين سمت به أخلاقه
وسما به للمكرمات كريم
ياحاملين لواء عاصفة الهدى
الخطب في صنعا الأباة جسيمُ
صنعاء ألقت للأحبة خطبها
الكسروي الخائن المأزومُ
مُدوا لها جسر المحبة إنها
أنتم فبورك منجد ورحيمُ
أحبابنا الحب ملء قلوبنا
نبع المحبة بيننا مقسومُ
فعلى ضفاف النبع نغسل همنا
ولنا بطيب شرابه تسنيمُ
ألقت لكم صنعاء نبض حنانها
فبأي عافية الوفاء نقومُ
أحمد صالح الصالح - مسافر
ahmed_mosafer@hotmail.com