1- نار الحداد ليست في الحيز الضيق بين يديه وأدواته، فالإشارات خارج مواقعها أصلاً. إن اللهب ينبع من حلم الحداد وعينه العميقة. النار في الروح لا في الحديد.
2- لا وجود لهوامش مهملة أو نقاط غير فاعلة في نسيج العنكبوت، كل جزء يؤدي وظيفة حيوية في الشبكة. النسيج معلق وهش. إن سطحيته سر عمقه ومتانته.
3-الأشجار لا تستطيع مغادرة مكانها خطوة واحدة؛ لذا تنمو في مجموعات. لا وجود لشجرة وحيدة، فإذا صادف ونبتت في العراء ستموت من الحزن.
4- الشجرة تتفرج على نفسها. الشجرة متقاعدة وحزينة؛ لأنها لا تملك خطوات العابد.
5- الحالمون الكبار الذين في داخلهم شرارة الله يتمتعون بقابلية للانقلاب على الواقع. إنهم يلقون شباكهم باتجاه اللامرئي كي يصطادوا أشكالاً كثيرة وهيئات لا تحصى.
6- يمتاز الفيلسوف بصفتين أساسيتين: صرامة المحارب وبراعة اللاعب.
7- وحدهم الموتى يتكيفون مع الواقع.
8- يلزم الروائي أن يملك عين بومة وجلد حرباء، وأن تكون في داخله دراما العالم حتى يتمكن من كتابة رواية مختلفة.
9- الفن ليس مكملاً إضافياً أو شبحاً يطل على العالم. الفن هو روح العالم بامتياز.
10- العالم يشبهك لكنك لا تشبه العالم أبداً.
11- ما أكثر الذين لا يستحقون أن نواجههم في مغبة الحرب بمسدسات النار! بل مسدسات الماء أولى أن نشهرها في وجوههم لأنهم فرائس مذعورة وإن استبسلوا.
12- تشكلت حكايتي بين ناي منسول من العدم وغلام تنزلق الشرانق بين يديه.
13- كلما كثرت أخطائي ازدهرت سيرتي. وحدها كائنات المتحف ثابتة لا تخطئ ولا تتحول.
14- الخطأ منقوش في البنية التكوينية للإنسان. إن تجربتي الوجودية ككائن ملقى في هذا العالم هي خطأ جذري ليس بوسعي محوه أو نسيانه. الخطأ يولد وينمو في الزمن.
15- الكتابة الجذرية محاولة للفرار من الأشباه. إنها محو للشبه وإمعان في القطيعة. ما جدوى الكتابة إذا لم تبتكر دروباً للتيه، يتعثر في مسالكها النظراء.
16- الكتابة الجذرية قائمة على توليد الفوارق وتشكيل الفراغات التي تنبع من داخلها ثقوب سوداء. إنها الحضور المطلق في هيئة ذات كثافة سديمية.
17- ليس على الغائب حكم حتى يحضر.
18- الهو ضمير يحمل علامة على حضور مرجأ أو لم يتحقق بعد. إنه إمكانية وجود، لكنه -أيضاً- يحمل علامة على ما لا يحضر أبداً. الهو نفي ومحو.
19- إذا استقر اليقين فلا رؤية معه. اليقين أعمى.
20- البصمة الأسلوبية لا تتشكل من خلال القراءة وحسب. الأسلوب هو البؤرة الأكثر عمقاً في روح الفنان؛ إذ يزيح العتمة عنها فتغدو بؤرة مشعة ذات أثر.
21- إذا دخلت بيتاً قديماً رحل عنه أهله ستسري في بدنك قشعريرة غامضة. أنت لست في العراء؛ فالبيوت المهجورة تنبض بأرواح الراحلين. ثمة رائحة وصوت وأثر وخطوات.
22- في حياتي: ابتلعت الكثير من العلامات السوداء، لكنني لم أصبح قرصاناً بعد!
زياد السالم - الجوف