«قبل البدء بما عُقد اللقاء من أجله، وهو الحديث عن شيخنا أبي سليمان، الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، أحب أن أبدي لكم ما أشعر به من الحرج، وما يلف النفس من الأسف؛ إذ تعقد هذه الندوة والمحتفى به على فراش المرض، في حالة صحية غير مستقرة، أسأل الله أن يشفيه عاجلاً غير آجل، وأن يجمع له بين الأجر والعافية».
فماذا أكتب اليوم، وبأي قلم، ومن أي ذاكرة أمتاح، وماذا يغني الحرف مع المصيبة؟!
لذا سأكتفي بما كتبت من قبل، استجابة للداعي، ورفضًا لأن يفتح لي باب من أبواب الوفاء لمن له حق علي فلا ألجُه..
«إنني أشعر بالمسؤولية الكبرى، ويثقلني حملها، حين أتحدث عن عَلَم يعرفه جميع من يشتغل بالتراث. لا أظن أن لدي أكثر مما لديهم، وما بضاعتي بخير مما عندهم، ولكن قد تتصرَّف أمور، وتحول حوائل، حتى يتقدم المفضول على الفاضل، وعسى الله أن يسدد ويعين.
ولعلي أبدأ الحديث عن أستاذنا بجانبه الإنساني الخُلُقي..
إن أوسع باب تدخل منه إلى معرفة الرجل صحبته، ومن صحبه وجده حسن المعشر، ما أسرع ما تنعقد الصحبة معه، وتنبعث معها المودة.. كان الدكتور عبد الرحمن كثير العلاقات، ينفتح باب العلاقة والمودة من اللقاءات الأولى؛ لأنه قد بلغ من التواضع مبلغًا عظيمًا، وأول أمارات تواضعه ترك التكلف؛ فهو بسيط جدًّا، بسيط في مجلسه، وفي ملبسه، وفي ضيافته، وفي أسلوب حديثه، بعيد جدًّا عن التواقر الثقيل، والتفاصح الممجوج.
شواهد بساطته وتواضعه كثيرة، رأيت بعضها بنفسي، وأدركت بعضها من خلال ما حدثني به عبر مجالستي له التي امتدت نحو عشرين عامًا..
حدثني مرة أنه طلب فترة إدارته لمركز البحوث من بعض الموظفين الحضور عصرًا بعد الدوام؛ لإنجاز عمل معلق، فطلب من سكرتيره أن يصنع الشاهي، وكان ذلك السكرتير حديث التوظيف في المركز، فأنف من هذا الطلب، واعتذر مع شيء من الغضب، فما كان من أبي سليمان إلا أن ابتسم وتولى المهمة بنفسه، فاستغرب ذلك الموظف الذي عهد أن المدير في بلاده مقدس، ثم بادره بمثل هذا العمل بعد ذلك، فكان هذا فاتحة صداقة تعدت حدود المركز، ولا زالت!
لزملائه وجيرانه مكانة في نفسه، من جيران الهفوف حيه في عنيزة، إلى جيران الرياض، ثم جدة، ثم مكة، لا يزال يذكرهم، ويقص أخباره معهم، وأيامه التي قضاها في تلك الصحبة، ولو لم يجئ منه غير هذا لكان وحده ضربًا من الوفاء، ونوعًا من حفظ العهد، ولكنه أيضاً ظل حريصًا على أن يتواصل مع من تسنح الفرصة بالتواصل معه منهم.
في شأن الزملاء والجيران أذكر موقفًا كنت طرفًا فيه، فقد كان بيني وبين الشيخ عمر السبيل - رحمه الله - مودة وعلاقة تركتُ لأجلها يوم وفاته محاضراتي، وكنت أدرس الماجستير، لأحضر الصلاة عليه، وكان قد توفي يوم الجمعة الأول من محرم 1422هـ، وصُلي عليه عصر السبت من الغد، وكانت رحلتي للعودة ضحى الأحد، فعزمت على أن أحضر مجلس أبي سليمان، بعد عشاء السبت، وكان أبو سليمان قد حدثني عن هذا المجلس كثيرًا، ورغبني في الحضور جدًّا، فكان في غاية المناسبة في نظري، فحاولت الاتصال به، ولا مجيب، على غير عادته، ثم اتصلت بابنه الأخ سليمان، فأفاد بأنه لن يجلس الليلة، دون أن يذكر سببًا.. لما التقيت أبا سليمان بعد ذلك، وأخبرته بحرصي على مجلسه لما كنت في مكة، قال: لم أكن مشغولاً ولا مسافرًا، ولكن لا تطيب نفسي أن نجلس ونحن قد دفنا زميلنا وصديقنا وجارنا قبل سويعات!
وحادثة أخرى، حصلت قبل أشهر من اليوم، فقد توفي أخو أحد من يترددون عليه في مجلسه، من مركز البصر قرب بريدة، فهاتفني أبو سليمان وأخبرني بالوفاة، ورغب أن أذهب معه لتعزيتهم، فذهبنا عصر ذلك اليوم، يركب السيارة محمولاً، وينزل منها مثل ذلك، ثم يركب الكرسي المتحرك، فإذا صادف درجًا حمل مع كرسيه المتحرك، ولم تطب نفسه حتى دخل مجلسهم، وعزاهم واحداً واحداً.
وأما قصصه مع الطلاب فكثيرة جدًّا، يقف معهم مواقف إنسانية، دون سابق معرفة أو علاقة أو ارتباط بلدي أو إقليمي. ولعل من أطرف ذلك، ذلك الطالب الذي لم يجد من يساعده في تسجيل مادة ليكتمل جدوله، فشفع له أبو سليمان دون معرفة سابقة، وبعد أيام رآه هذا الطالب في سوق الماشية، وكان الطالب يحاول خرافًا ليُركبها في سيارته، فاستعان بأبي سليمان، يناديه: يا أستاذ يا أستاذ أعني على هذه الخراف، فأجابه وأركبها معه!
من مواقفه العظيمة مع الطلاب ما حصل بعد انتقاله إلى عنيزة، وبعد أن صار مقعدًا لا يستطيع المشي، وقبل أن ينقل مكتبته، وكان يتحسر على بعدها، وكلما ذكرنا كتابًا قال هو في مكتبتي، أين هو مني الآن، والسفر صعب جدًّا، وخصوصًا في أول الأمر، قبل أن يتأهل ويعتاد على وضعه الجديد، في تلك الأثناء اتصل به طالب من طلاب الدراسات العليا يستفسر عن موضوعات هيأها ليقدمها على مجلس القسم، ثم توطدت العلاقة معه بعد ذلك، لما رأى فيه شيئًا من الجد، والحقيقة - حسب معرفتي وقربي من الحدث - لم يكن الطالب على معيار أبي سليمان تمامًا، حسب رؤيتي المتواضعة، ولكن شيخنا كان متعطشًا إلى الطلاب الذين يربطونه بالعلم. الحاصل أنه من خلال بحثه عن موضوع احتاج إلى مخطوط عند أبي سليمان في مكة، فسافر، على حالته تلك، وأتى له بالمخطوطة.
منهجه في مساعدة الطلاب
كثير من أخذ موقفًا سلبيًّا عن أبي سليمان كان هذا الطريقُ هو سببَه؛ إذ كان يرد طائفة من الطلاب فلا يساعدهم، وذلك إذا لم ينجحوا في معياره الذي نصبه، ولم يتجاوزوا الاختبار الذي أقامه، فهو يشترط لإجابة من طلب المساعدة أن يكون جادًّا حريصًا، لا متخذًا العلم وسيلة كسب فقط؛ ولذا كان لا يروقه كثير من أبحاث الترقية، التي يسلقها بعضهم ليكسب نقطة غير ملتفت إلى قيمة علمية، أو أثر فيمن بعده.
إذا جاءه طالب يريد موضوعًا لرسالة علمية لم يقترح عليه مباشرة، بل يطلب منه أن يبحث ويبحث، ويكرر المحاولات؛ لعله يصل إلى شيء، أو ينفتح له باب، فإذا استنفد ما عنده، دله على بعض المفاتيح، وسهل له الأمر حتى يصل إلى مبتغاه. وفلسفته في هذا واضحة، فهو يريد أن يكون الموضوع نابعًا من رغبة أكيدة، ومن اقتناع تام، وبهذا ينجح الطالب في تحقيق الغاية العلمية، وتتحقق معايير الجدية في عمله. أما إذا اقتُرح عليه موضوع، أو ذكر له مخطوط، لا يعرف عنه شيئًا، جاءه على طبق من ذهب كما يقولون، لا يعنى به عناية من بحث وبذل وحاول.
وأذكر حول هذا قصة طريفة، حدثني بها، وكان الطرف الآخر أحد من أعرفهم تمام المعرفة، وصار زميلاً بعد ذلك..
جاءه طالب يستفسر عن مخطوط، وكان قد جمع شيئًا من معلومات ذلك المخطوط، فاطمأن أبو سليمان إلى جديته، وإذا للمخطوط أربع نسخ، ثلاث منها عند أبي سليمان، والرابعة ليست عنده، ولكنه يعرف بياناتها، رقمها ومكانها، فأعطاه النسخ الثلاث ليصورها، وبيانات الرابعة، وكانت في تركيا، فأخذها وشكر.. وبعد سنة كاملة عاد إليه الطالب يحمل قصيدة يمدحه بها، ويطلب الرابعة!! فغضب أبو سليمان أشد الغضب، قال له: أترى لو كنت سأبخل عليك بواحدة هل أعطيك ثلاثًا قبلها؟ ثم إني قد أعطيتك البيانات، ثم تأتي بعد سنة كاملة تطلبها، والله لو ذهبت إلى تركيا زحفًا لوصلتها ورجعت بالمخطوطة في أقل من سنة!
مكانته عند العلماء
قابل الدكتور عبد الرحمن كثيراً من العلماء المعاصرين والمحققين البارزين، في اللغة خاصة، وفي التراث عامة، أمثال محمود شاكر، والسيد صقر، وحمد الجاسر، وأحمد راتب النفاخ، وغيرهم، وتزخر مكتبته بكتبهم متوجة بإهداءاتهم التي تحمل عبارات التزكية والإجلال، من أناس يقدرون للكلمة قدرها، ويعرفون أين يضعونها.
ولو لم نسمع من تلك العبارات إلا مقولة علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - إذ كان يقول: أغلب جلسائي يستفيدون مني إلا عبد الرحمن العثيمين فأنا من يستفيد منه.
وأثر عن محمود شاكر أنه كان يسميه بحجة المخطوطات.
إن ثناء هذين عليه ليس ثناء عاديًّا؛ فالمعروف عنهما الدقة في الأحكام، ولا تكاد تجد من يرضيانه عالمًا، ويصفانه بذلك، وأكبر من ذلك إذا كتبا هذا الكلام. وقد كتب الشيخ حمد الجاسر في إحدى مقالاته ثناء على أبي سليمان، لم يُعهد أن كتبه لغيره.
وأما الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة فكان يسميه مخبر المخطوطات.
ومن علماء هذه البلاد فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد - رحمه الله - فقد كان يقدره، ويرى فيه معالم النبوغ والتميز، ويقدمه في المجلس. يقول أبو سليمان: إني لأستحي من تقديمه إياي، وأنا صغير السن، حليق اللحية، وفي المجلس من شاب صدغاه.
أثر عن الشيخ ابن حميد أنه قال له: لو وليتك القضاء لم يلحق ذمتي شيء.
وكان يمازحه ويقول: ألا زلت تحد بهذه السكين، فمتى تقطع إذن؟ يريد أنك تشتغل بعلم من علوم الآلة، وهو النحو، فمتى توظفه في التفسير والحديث والفقه.
شغفه بالكتب والمخطوطات
عني شيخنا بالمخطوطات قديمًا، قبل أن يدخل في خضم الدراسة العليا، فقد سافر أول ما سافر وهو طالب في الكلية، لما طلب منهم أستاذ مادة البحث أن يجمعوا شعر النابغة الجعدي، واستحثهم أن يجدوا بيتًا لم يثبته من جمع ديوانه، ووعد من جاء ببيت زائد الدرجة الكاملة. فبحث أبو سليمان، ووجد أن لديوان النابغة نسخة خطية في تركيا، فسافر، ووقف عليها، لكنه - مع الأسف - لم يجد بيتًا زائدًا!
ولما دخل في سلك الدراسة العليا كان التحقيق خيارًا مناسبًا له، وقد أبدع في دراسة كتاب التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين للعكبري، وتوصل إلى نتائج مهمة حول ديوان المتنبي المنسوب إلى العكبري، وافتتح دراسته للحنابلة من العكبري؛ إذ رأى علماء الحنابلة لم يعن بهم كما عني بعلماء المذاهب الثلاثة، فأخذ كتب تراجمهم دارسًا ومحققًا، ولأجل هذا كان اختيارهم له وكيلاً لمركز إحياء التراث الإسلامي ثم عميدًا له اختيارًا في غاية المناسبة، وقد أثمر ثمرة يانعة؛ إذ جاب عددًا من الدول، وتتبع المكتبات، ونقب فيها، ولم يقتصر على الكتاب العامة المعروفة، بل سعى ليكشف كنوزًا مستترة، ونفائس غير مفهرسة، فحصل شيئًا عظيمًا.
ولم يكن طريقه في هذا المسعى لاحبًا سهلاً، بل اعترضه ما اعترضه، وسجلت ذاكرته قصصًا من هذا، إذا قص بعضها على جلسائه، فأثارت العجب، واستحثت النفوس الطامحة إلى طلب العلم والسير على آثار هؤلاء العظماء.
ومن ذلك قصته في طلب كتاب (إثبات المحصل في شرح أبيات المفصل)، فقد عرف أنه في قرية تركية صغيرة، فوصلها قبيل الفجر. وقفت الحافلة على الطريق العام قرب القرية، وأشار السائق إلى نور ضعيف، وقال هذه القرية التي تريد، فأخذ حقيبته ماشيًا والمطر ينزل، حتى وصلها، فقصد المسجد، وهم يصلون الفجر، فلما قضى الصلاة سأل إمام المسجد عن المكتبة، فأخبره عنها، وأنها تفتح التاسعة صباحًا، ولا مأوى له في القرية، والمسجد لا بد من إقفاله، فبادره إمام المسجد باقتراح، أن تبقى في المسجد وأقفل الباب عليك، حتى إذا ما فتحت المكتبة فتحت الباب، فاستحسنه، فأراد النوم، وأنى له، فالجو بارد جدًّا، فلما مضى على إقفال الباب نصف ساعة تقريبًا، إذا الباب يفتح ثانية، وإذا إمام المسجد قد جاءه بلحاف، يقول فدفئت ونمت قليلاً، حتى حان الوقت، ففتح له الإمام، وتوجه إلى المكتبة، فطلب من أمينتها الكتاب، فأتت به، لكن التصوير غير ممكن؛ إذ لا آلة عندهم، ولا مايكروفيلم، وخروج الكتاب ممنوع، فما كان منه إلا أن فتح حقيبته، واستخرج مسجلاً، وأشرطة فارغة، وسمى الله، وبدأ يقرأ المخطوط على الشريط، فاستعجبت من هذا الإصرار، فلانت قليلاً، ثم قالت: اخرج إلى هذا المحل، ففيه آلة تصوير، وضربت له موعدًا قصيرًا ليعود بالكتاب، فأخذه وانطلق، فلما بدأ يصور، إذا هو تصوير لا يغني؛ إذ إن الآلة سيئة جدًّا، ولكن لا حيلة له. يقول: وبينما أنا أنتظر، إذ فتح باب، فخرج شيخ كبير، قال له ابنه الذي يتولى مهمة التصوير: هذا من مكة، فتهلل وجه الشيخ، واحتضنني، وهو يقول مكة مكة، وقال لابنه صور في الآلة الجديدة، ثم صور الكتاب كأحسن ما يكون التصوير!
وحادثة أخرى، ليست دون هذه غرابة، فقد جاءه دعوة من وزارة الأوقاف العراقية، تدعوه إلى زيارة العراق، يقول: فاستغربت أول ما جاءتني، ثم علمت أن الوزير كان أحد طلابي في أم القرى، فعزمت على إجابة الدعوة، وحجزت إلى بغداد، إلا أن دعوة أخرى جاءت من مصر، من الدكتور عبد الله المحارب، لحضور فعالية هناك، فأخبرته أن لي موعدًا في العراق، قال: ليكن سيرك من القاهرة إلى بغداد، فسافر إلى مصر، وحصل من هناك على مخطوطات نفيسة جدًا، فلما أراد العودة جعل كراتين المخطوطات تتوجه إلى جدة، وأراد هو أن يحجز إلى بغداد، فلم يتيسر له ما أراد، فلم يجد حجزًا، واضطر إلى أن يحجز إلى جدة، وفعلاً وصل جدة، ودخل بيته في مكة بُعيد صلاة العشاء، وكان منهكًا من السفر، إلا أنه فضل أن يطلع قليلاً على ما أتى به من كنوز، فلما مكث ما مكث، جعل هاتفه يرن، فتركه، يقول من سيتصل في هذا الليل، إلا أن الهاتف واصل رنينه، فلم يشعر إلا ونور الفجر قد دخل من النافذة، مر عليه الليل كله دون أن يشعر، والهاتف يرن، فرد عليه وإذا إحدى أخواته تخبره بوفاة عمه حمد - رحمه الله - فترك ما بيده، وخرج إلى المطار يريد حجزًا إلى القصيم، فلم يجد إلا إلى الرياض، فركب إلى الرياض، وأخذ سيارة إلى عنيزة، فوصل وهم يصلون العصر، فصلى على عمه، وخرجوا إلى المقبرة، يقول: وأسمع الناس يقولون: أخزاه الله فعل وفعل، وفلان هرب، وفلان لم يكن في البلاد، فقلت ما الأمر؟ قالوا: صدام غزا الكويت!!
فلسفته في المال والعلم
لم يترق أبو سليمان، مع تمكنه من ذلك، وحجته أن العلم لا تطلب به الدنيا، وأن بركته وثمرته تضعف أو تضمحل إذا طلبت به الدنيا.
وضمن فلسفة أبي سليمان هذه في رفضه للترقية رفضه أيضاً الاستجابة لجهة علمية كويتية، طلبت منه إرسال نسخة من مؤلفاته لمنحه جائزة علمية رشحوه لها.
ولذا كان يحنق على أولئك السراق الذين يستكتبون من يحقق لهم، وما عرف عن أبي سليمان من الحدة والصعوبة والغضب إنما كان هذا طريقه فقط، يغضب إذا اتخذوا العلم ذريعة للدنيا».
رحمه الله رحمة واسعة.