الشِّعْرُ فِي نَفْسِي يَمُورُ فَأُحْجِمُ
لَكِنْ سُؤَالُكَ يَـا مُوَاطِنُ يُلْهِمُ
إنَّ الفَسَادَ بِأَرْضِ قَومِي مِهْنَةٌ
أَضْحَتْ تَزَاوَلُ فِي الضُّحَى وَتُعَلَّمُ
تَلْقَى مِن التَّقْدِيرِ مَـا يَعْلُو بِهَا
مِمَّن قَد امْتَهَنُوا المَجَالَ فَعُظِّمُوا
فَالفَاسِدونَ يَرَونَ تِلْكَ جَسَارَةً
مَا كُلُّ مَنْ يَسْعَى إِلَيْهَا يُقْدِمُ
قُدُرَاتُهُمْ تَحْمِي حِمَاهُمْ يَقْظَةً
وَطَرَيْقَةً تَخْفَى عَلَى مَنْ يَحْلُمُ
يَا وَيْلَ مَنْ يَسْعَى إِلَى إِيْقَاعِهمْ
يوماً وَمَن لِوقُوعِهِمْ يَتَوَّهُمُ
فَالكَاتِبُ المَسْكِيْنُ حِيْنَ تُثِيْرُه
خُطُوَاتُهُمْ سَيُزَاحُ أَو يَتَأَقْلَمُ
كَمْ حَالَةٍ كُشِفَتْ وَلكِنْ حِيْنَمَا
حَانَ العِقَابُ أَشَاحَ قَاضٍ يَحْكُمُ
سَرَقُوا اعتِمَادَات المَشَارِيْعِ الَّتِي
رُصِدَتْ لَهَا فَتَقَاسَمَتْهَا الأسْهُمُ
وَعَلَى الأَرَاضِي قَدْ تَعَدَّوا فَادَّعُوا
مُلْكِيَّةً فَالصَّكُ بِيْعَ وَيُخْتَمُ
يَسْتَورِدُونَ بِضَاعَةً مَغْشُوشَةً
فِتُبَاعُ فِي أَسْواقِنا وَتُعَمَّمُ
وَالفَاسِدُونَ إِدَارَةً وَوَظِيْفةً
وَعَلَى قَرابَتِهِمْ بِذَلِكَ أَنْعَمُوا
وَمُسَوِّقُو شُرْباً وَأَغْذِيَةً لَنَا
لَيْسَتْ بِصَالِحَةٍ إِذَا هِيَ تُطْعَمُ
وَمُزَوِّرُو التَّوظِيْفَ سَعْوَدَةً مَضَوا
فِي نَصْبِهِم هَذَا لِكَي يَسْتَقْدِمُوا
أَخْبَارُهُمْ في مَوطِنِي حَرَّرْتُهَا
بِتَسَاؤُلاتٍ فِي مَقَالٍ تُفْهَمُ
مَرَّتْ مُرُوراً لا يُثِيْرُ تَعَجُّباً
فَضْلاً عَنْ التَّأْثِيْرِ وَهْوَ المُؤْلِمُ
تُنْسَى فَيأتِي غَيْرُهَا مِنْ غَيْرِهِمْ
وَالكُلُّ مِنْ تَبِعَاتِ ذَلِكَ يَسْلَمُ
يَا أَيُّهَا المُحْتَجُّ هَذَا مَسْلَكٌ
قَدْ خَصَّنَا فَإِلَى مَتَى نَتَكَلَّمُ؟
أَتَظُنُّ أَنَّكَ بِاحْتِجَاجِكَ كَاشِفٌ
لِفَسَادِ مَنْ فَسَدُوا بِنَا فَيُقَلِّمُ؟
يَا صَاحِبِي رَاقَ الفَسَادُ لِمَنْ رَأَوا
وَجْهَ النَّزَاهَةِ بَعْدُ لا يَتَجَهَّمُ
كَمْ قِصَّةٍ وَقَضِيَّةٍ ضَاقَتْ بِهَا
آمَالُنَا مِنْهَا بِهَا نَتَأَلَّمُ؟
وَبِهَا كَفَاءَاتٌ بِزَيْفٍ هُمِّشَتْ
فَمَضَتْ تُجَرْجِرُ عَزْمَهَا وَتُلَمْلِمُ
فَمَتَى الشَّرِيْفُ بِهِمَّةٍ وَعَزِيْمَةٍ
يَحْمِي حِمَاهَا حِيْنَمَا تَتَظَلَّمُ
يَا خَادِمَ الحَرمَيْنِ فَلْتَحْمِ الحِمَى
مِمَّنْ بِه قَدْ أَفْسَدُوا وَتَحَكَّمُوا
لا يَرْعَوي رَجُلُ الفَسَادِ لِنَاصِحٍ
لَكِنَّه خَوفَ العُقُوبَةِ يُحْجِمُ
كَبِّلْ بِإشْهَارٍ يَدَيْه وَفِعْلَه
أَو فَاقْطَعَنْهَا كَي يُعَاقَ المُجْرِمُ
فَالحِرْزُ فِي الإسْلامِ حِرْزُ نِظَامِنَا
يَا مَنْ يُشَرِّعُه لَنَا وَيُنَظِّمُ
يَا مَنْ بِه وَطَنِي يُؤَمِّلُ مَوقِفاً
يَجْتَثُّ مِنْه فَسَادَه وَيُقَوِّمُ
يَا خَادِمَ الحَرَمَيْنَ كَيْفَ سَيَرْتَقِي
وَطَنِي بِتَنْمِيَةٍ وَبَعْضٌ يَهْدِمُ؟