الناشر: دار اليازوري 2013
يشتمل الكتاب على مدخل وستة فصول، تناول المؤلف في المدخل «نحو تحديد المصطلحات»، مفهوم التناص وبذوره الأولى لدى «ميخائيل باختين»، ثم وضوح مفهومه ومصطلحاته في كتابات جوليا كرستيفا، ورولان بارت، وميخائيل ريفاتير، وغيرهم، ثم وازن بين مفهوم التناص في كتابات هؤلاء النقاد، ومفهوم الأدب المقارن ودراسة التأثيرات والمصادر.
وجاء الفصل الأول بعنوان»انفتاح على المقدس القرآني»، وفيه تناول المؤلف علاقة الشعر بالدين، عبر تحليل عدد من الرموز الدينية، مثل: آيات قرآنية عامة، ومحمد (ص)، وآدم وحواء، وقابيل وهابيل، ومريم، ويوسف، وشخصيات قرآنية أخرى.
واشتمل الفصل الثاني على «مزامير توراتية ودلالات فلسطينية» مستمدة من العهد القديم، حيث درس المؤلف تجلياته من خلال رموز دينية عدة، مثل: آيات توراتية عامة، وموسى (عليه السلام)، ويشوع بن نون، والسبي البابلي، وشخصيات توراتية أخرى، للتعبير عن موقف الشعراء من الاحتلال وممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني.
وتشكّل الفصل الثالث من «طهارة المسيح...خطيئة العالم» المستمد من العهد الجديد، مما أدى إلى إثراء الدلالات الشعرية التي تعبّر عن تجارب الشعراء الذاتية والجماعية، وعن شمولية الصراع الإنساني من أجل البقاء، فكانت شخصية المسيح (عليه السلام)، ومحور الصلب ومتعلقاته من أكثر المحاور تردداً في الشعر الفلسطيني، وذلك بجانب محاور أخرى مثل: العشاء الأخير، والخوارق، فضلاً عن رموز إنجيلية أخرى، أصبحت معادلاً موضوعياً يجسّد معاناة الإنسان الفلسطيني، ورغبته في إعادة صياغة العالم وفق رؤيا جديدة تسحق الشر والظلم، وتعلي من القيم الدينية والأخلاقية.
أما الفصل الرابع، فقد تناول تناص الأساطير اليونانية وعنوانه «الأساطير اليونانية واستحضار الطقوس القديمة»، وقدَّمت له بمقدمة قصيرة عن علاقة الشعر بالأساطير، بيَّنت فيها الأصل الاشتقاقي اللغوي للأسطورة، ونشأتها، وماهيتها، ووظيفتها في المجتمعات القديمة، ثم درست تجليات الأساطير اليونانية في الشعر الفلسطيني، مثل: سيزيف، وأوديب وأنتيجونا، وتليماك وعوليس، وإيكاروس، وأندروميدا وبرسيوس، وابن نايوبي.
وتناول الفصل الخامس «الأساطير الشرقية وتجليات الوعي»، فدرس أساطير: تموز - عشتار، وإيزيس وأوزوريس، وبعل - عناة، وإيل، وجلجامش، وسدوم. وقد شكّلت هذه الأساطير مفاصل مهمة في الشعر الفلسطيني، لارتباطها بتراث الشعراء القومي الذي حاول العدو إلغاءه بعد احتلال فلسطين، ومزجوا من خلالها تاريخهم الأسطوري بوجودهم الإنساني. أما الفصل السادس والأخير فقد تناول الأساطير العربية تحت عنوان «الأساطير العربية وتجسيد الواقع»، حيث اكتنزت أشعار الفلسطينيين بأساطير العنقاء، وزرقاء اليمامة، وإرم، وعوج بن عناق، والهامة، بكثافة بالغة.