المترجم: متيم الطالع
الناشر: دار الحوار، 2013
يقول الفيلسوف الهندي أوشو في مقدمة كتابه:
«في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط: إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها. وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب. طوال حياتي وأنا أتحدث عن الحب وذلك بالعديد من الطرق المختلفة، لكن الرسالة كانت دائماً نفسها. علينا أن نتذكر شيئاً واحداً وأساسياً: ليس الحب هذا الذي تظن أنت أنه حب، ولا ذلك الذي كان قد تكلم عنه سقراط، ولا هذا الذي أتكلم عنه أنا.
الحب الذي تعرفه ما هو إلا رغبة بيولوجية، تلك الرغبة المتعلقة بكيمياء الجسد وبالهرمونات. تلك الحالة الكيميائية يمكن أن تتغير ببساطة. إن تغيراً صغيراً في كيمياء جسدك سوف يجعل الحب الذي تعتبره أنت الحقيقة القصوى يختفي ببساطة. إنك تسمي الشهوة «الحب»، لكن الفرق بين هذين الأمرين يجب أن يبقى في الذاكرة.
يقول سقراط: «ليس في الشهوة ألغاز، إنها ببساطة لعبة بيولوجية، موجودة في كل حيوان وكل طير وكل شجرة. من المؤكد أن الحب المحتوي على الغموض سيكون شيئاً مختلفاً تماماً عن ذلك الحب الذي كنت اعتدت على معرفته. إن الإنسان الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها.
الأشخاص الذين عرفوا الحب في العالم قليلون جداً. إنهم أولئك الأشخاص الذين أصبحوا صامتين مسالمين بشكل كامل... وقد تمكنوا من خلال ذلك الصمت والسلام من التواصل مع عمق كيانهم الإنساني، مع أرواحهم. عندما تصل إلى المرحلة التي تتصل فيها بروحك سيصبح حبك ليس مجرد علاقة، سيصبح الحب ببساطة مثل ظلك. فأينما تحركت ومع أي إنسان تكون، تعيش حالة الحب».
و عن الحب الذي يمجده أوشو يقول:
«أنا أعلمك أن تحب نفسك أولاً، وليس لهذا علاقة بالأنا. في الواقع، يبدو الحب وكأنه الضوء الذي لا يمكن لعتمة الأنا أن توجد فيه إطلاقاً. إن أحببت الآخرين، إن كان حبك مركزاً على الآخرين فسوف تعيش في العتمة. قم بتوجيه ضوئك باتجاه نفسك أولاً، كن ضوءاً لذاتك أولاً، دع ضوءك يبدد عتمتك الداخلية، يبدد ضعفك الداخلي. دع الحب يجعل منك طاقة عظيمة، قوة روحية».
وعن التأمل: «ليس التأمل علاقة بين شخصين، ليس هناك حاجة للآخر على الإطلاق، إنسان واحد يكفي ألا وهو أنت، إنسان يسبح في مجده الشخصي وفي ضوئه الشخصي. إنسان وبكل بساطة سعيد لكونه يعيش، لأنه إنسان».
الكتاب، فلسفة روحية ناقش أوشو عبرها كيفية الوصول إلى الحب والحرية والفردانية المطلقة.