إلى أين
يا من تُهاجر مثلَ طيورِ الصدى؟!
قد اهترأَت لُثُغاتُ الربابةِ
جفَّتْ خُطاك على مُرهَق الدربِ
جفَّتْ
وما زلتَ تُغدق حلوَ الحِدا!
إلى أين
يا مَن تسافرُ في اللاشعور
كطفلٍ يتيمٍ
- وقد أترف البؤسُ أحلامَه -
وهاهو في ليلة العيدِ
بالثوب قد وُعِدا
إلى أين
يا جارفَ التيه
هذي نجوم الهدى
تمدُّ إليك اليدا
وأنتَ ترفُّ ترفُّ
كبُشرى صغيرٍ
أضاع بباذخِ فرحته
رونقَ المبتدا!!
إلى أين؟!
أدمنتَ أنتَ الرحيلَ
إلى أن غدا
يسافر فيك الرحيلُ
متى تمنح الراحةَ الموعدا؟
حقائبَك المرهقاتِ تعبّئها غربةً
حاملاً نحو منفاك زنزانةً من شجونٍ
تَبادَلك الطرقاتُ!
فمن كفِّ منفىً
إلى كفِّ منفىً!!
سُدىً في سدى
نثرتَ زوابعَك الذكرياتِ
وتنحتُ لونكَ في كلِّ أرضٍ
تُعلِّق صوتَكَ ممتقعاً
فوق جِيد المدى
إلى أين
تسرِجُ صهوةَ ذاك الضياعِ
تُهاجر نحو غدٍ
كلما انفثأَتْ شهقةُ الأمس في الذاكرةْ
وتُطعم نفسَك للدرب
تنبش نفسَك من بين بين ركام الورى
كبؤس الندى
إذا لم يرَ الزهراتِ الندى..
إلى أين
يا جامحَ الفكرِ
مثل حصانٍ
وفارسه مثخنٌ بالطموحِ
رويدكَ أرهقتَ ظلّكَ
أشعلتَ حمحمةَ الدرب
مهلاً فلن يأتي الغدُ إلا غداً
إلى كم تفتش عن موطنٍ؟
أنت أنت الوطنْ
متى تمنح الوطنَ الموعدا؟
تغنّي...
ولكن لمن أنتَ تشدو
إذا شحَّ حتى بِرَدِّ أغانيّك الشاحباتِ
الصدى؟!
إذا أنت غنّيتَ
يكفيك
أنك تَطرب أُنساً
لصوتِك حين شدا