نختتم اليوم نشر مختارات من كتاب أخطط لنشره قريباً، وهو حاليا تحت الإعداد والترجمة بعنوان مؤقت «نهاية عصر الجزيرة». وفي هذه الحلقة ننشر ترجمتنا لبرقية مسربة عبر ويكيليكس حول التنسيق بين الجزيرة و«الاستخبارات العسكرية الأمريكية» وتأسيس «مجلس الجزيرة للمستشارين الدوليين الزائرين» بتوصية من جماعة ضغط أمريكية، وهي شركة تعمل كلوبي في واشنطن.
برقية رقم: 06-دوحة-104
التاريخ: 23 يناير 2006
التصنيف: سري، مصنفة من قبل السفير تشيس إنترماير
من: السفير الأمريكي بالدوحة
إلى: وزير الخارجية الأمريكي، واشنطن، دي. سي.
الموضوع: قناة «الجزيرة» تتطلع للعالمية في ذكرى تأسيسها العاشرة.
المراجع:
(أ) برقية 05-خارجية-217718
(ب) برقية 05-دوحة-1765
(ج) برقية 05-دوحة-1803
1. ملخص: التقت ضابطة العلاقات العامة بالسفارة مع مدير عام قناة الجزيرة وضاح خنفر في 18 يناير لمناقشة الاحتجاج الوارد في المرجع (أ) من الخارجية الأمريكية، ومواصلة مناقشة ملاحظات «الاستخبارات العسكرية الأمريكية» على برامج الجزيرة. وأطلعنا خنفر على سلسلة من المبادرات التي تعتزم قناة الجزيرة تدشينها بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها وبهدف ترسيخ وضعها المميز في الصحافة العالمية. وامتثل خنفر في 19 يناير لطلب الضابطة لتقديم نسخة من شريط فيديو يظهر المواطنة الأمريكية الرهينة جيل كارول مع خاطفيها. نهاية الملخص.
مواصلة مناقشة ملاحظات «الاستخبارات العسكرية الأمريكية» على برامج الجزيرة.
2. التقت ضابطة العلاقات العامة بالسفارة في 18 يناير مع وضاح خنفر مدير عام قناة الجزيرة، لتقديم أحدث الملاحظات غير السرية لـ «الاستخبارات العسكرية الأمريكية» ومناقشة الاحتجاج الموجود في المرجع (أ). وقال خنفر، إنه لم يتلق حتى الآن تفاصيل الاحتجاج (الذي سلمه السفير الأمريكي شخصياً لوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في 15 ديسمبر. ولخصت الضابطة استمرار الملاحظات الأمريكية المقلقة عن مهنية أخبار وبرامج الجزيرة، بما في ذلك بث تسجيلات مقدمة من إرهابيين؛ وكذلك فشل القناة في تقديم مجموعة متنوعة من الآراء أو تحقيق التوازن بين وجهات النظر المتطرفة، ولا سيما في العراق؛ وأيضاً بث تقارير غير دقيقة حول عمليات قوات التحالف في العراق؛ والفشل في الحصول على مصدرين لأخبار العراق؛ والفشل في تحديد المصادر؛ والفشل في التراجع عن الأخطاء؛ واستمرار اللغة التحريضية. ووعد خنفر برد تفصيلي على الاحتجاج والملاحظات بعد أن يأخذ فرصة كافية للاطلاع على التقارير. وفي الوقت نفسه، قال إنه لا يزال يشعر بالقلق إزاء إصرار حكومة الولايات المتحدة بأن توقف الجزيرة تماماً بث أشرطة الفيديو المقدمة من المتمردين. وكرر إصراره السابق (المرجع ب) بأن الجزيرة قد وافقت فقط على بث أجزاء محررة من هذه الأشرطة، وأنه لم يوافق أبداً على حظر بثها بالكامل.
الذكرى العاشرة لانطلاق الجزيرة
3. وقال خنفر: «هذا العام هو الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقنا. ونحن نخطط لتدشين العديد من الأنشطة لعولمة أسلوب الجزيرة ولنتحول لقناة دولية». وأضاف إن من بين المبادرات المخطط لها ما يلي:
مجلس الجزيرة للمستشارين الدوليين الزائرين
4. قال خنفر إن قناة الجزيرة أنشأت الآن هيئة استشارية دولية، تتألف من شخصيات صحافية دولية محترمة لتقييم وتقديم المشورة بشأن عمليات الجزيرة. (ملاحظة: اقترح هذه الفكرة السفير السابق ريك بيرت من شركة باربور غريفيث روجرز (BGR)، وهي جماعة ضغط (لوبي) في واشنطن. نهاية الملاحظة.) ومن المتوقع وصول الهيئة الجديدة التي ستعرف باسم «مجلس الجزيرة الدولي للمستشارين للزائرين» إلى الدوحة في 3 فبراير، بعد استلامهم ومراجعتهم مواد بعثتها إليهم الجزيرة قبل وصولهم. وقال خنفر، إن الجزيرة تراهن بأن هذه الهيئة ستلعب دوراً دولياً مؤسسياً لـ «ضمان الجودة»، وستقضي يومين في التشاور مع موظفي القناة في الدوحة، ومن ثم ستعمل توصياتها. وستعقد الهيئة اجتماعات منتظمة كل ثلاثة أشهر بعد ذلك. ووفقًا لقائمة قدمها لنا رئيس قسم العلاقات الإعلامية الدولية في الجزيرة (وهو مواطن كندي اسمه ساتنام ماثارو)، فإن عشرة من الأعضاء الـ 15 هم:
1. فرانك سيسنو ، مدير مكتب «سي إن إن» سابقا في واشنطن، والآن أستاذ السياسة العامة والاتصال في جامعة جورج ميسون.
2. ريتشارد بيرت، كبير مستشاري مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، سفير أمريكي سابق ومراسل سابق لصحيفة نيويورك تايمز السابق.
3. كريستين أوكرينت، منتجة ومقدمة برنامج الشؤون الجارية الأسبوعي على قناة فرانس-3 ، وقناة فرانس يورب إكسبرس.
4. جوزيف جوفي، ناشر ورئيس تحرير أسبوع ية «دي تسايت» الألمانية.
5. أندرو نيل، مراسل «بي بي سي» سابقا، والرئيس التنفيذي لمجلة «ذا سبيكتاتور».
6. يويتشي فوناباشي، كاتب عمود الشؤون الخارجية في صحيفة «أساهي شيمبون» اليابانية.
7. أليستر سباركس، رئيس التحرير السابق لصحيفة «راند ديلي ميل» وصحيفة «صنداي إكسبريس» في جنوب أفريقيا، ومؤسس معهد جنوب أفريقيا لتقدم الصحافة.
8. إنريكي سانتوس كالديرون، رئيس تحرير صحيفة «تيمبو» الكولومبية.
9. فهمي هويدي، كاتب صحفي ونائب رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية.
10. جوزيف سماحة، مدير تحرير صحيفة «السفير» في بيروت، ومدير تحرير سابق لصحيفة «الحياة» في بيروت.
(ملاحظة تم إرسال ملف «بي دي إف» مفصل يحتوي على السير الذاتية لكل عضو إلى السيد شون ثورن في قسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية. انتهت الملاحظة).
منتدى قناة الجزيرة الثاني
5. وقال خنفر، إن منتدى الجزيرة السنوي الثاني سيعقد في الدوحة خلال 31 يناير - 2 فبراير، وسيكون تحت عنوان: «الدفاع عن الحرية وتحديد المسؤولية». ووفقا لخنفر، فقد دُعي أكثر من 250 صحفي محترف من آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط. (وتمت دعوة «فوكس»، «سي إن إن»، «آي بي سي»، و«إن بي سي») ويبدو من عناوين الموضوعات المدرجة في إعلانات المنتدى أن القضايا المطروحة ستكون ذات بعد عالمي وليس إقليمي.
خنفر يسلم نسخة من شريط
الرهينة الأمريكية
6. وفي أعقاب بث الجزيرة في 17 يناير لشريط يظهر المواطنة الأمريكية المختطفة جيل كارول، وهي في الأسر في بغداد، كررت الضابطة موقف الحكومة الأمريكية بأن هذه الأشرطة لا ينبغي أن تبث. ورد خنفر أن الجزيرة قالت منذ البداية أنها ستستمر في بث مثل هذه الأشرطة ولكن فقط بعد تحريرها، كما فعلت في 17 يناير.
وأشار خنفر إلى أن الجزيرة استمرت في بث إدانتها لاختطاف كارول والدعوة إلى إطلاق سراحها، وستواصل بث مقابلات مع أفراد يطالبون بإطلاق سراحها يوميًا. وطلبت الضابطة من خنفر نسخة من الشريط، مشيرة إلى أن السفارة بغداد ربما يمكنها استخدام هذه المعلومات للمساعدة في إنقاذ حياة كارول. تردد خنفر قليلاً، ثم قال: «لقد رفضنا كل طلب من هذا القبيل سابقاً، ولكن دعيني أرى ما يمكنني القيام به لأنه يجب علي الحصول على الإذن أولا». وتم تسليم نسخة من الشريط إلى الضابطة من الجزيرة صباح يوم 19 يناير.
تعليق:
7. خلال سعيها لتحقيق طموحها العالمي، استفادت الجزيرة بسرعة من الدعم الإعلامي الدولي الواسع الذي حصلت عليه في أعقاب خبر صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية المنشور في 22 نوفمبر، والذي زعم أن الرئيس بوش اقترح على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في أبريل 2004 قصف مقر قناة الجزيرة في الدوحة. (ملاحظة: القصة عرضت كثيراً في الجزيرة ووسائل الإعلام المحلية وتسعى القناة للحصول على نسخة من وثيقة بريطانية سرية تثبت تلك الحادثة. وأكد خنفر للضابطة أن الجزيرة استأجرت شركة محاماة في المملكة المتحدة في أوائل يناير لمواصلة متابعة هذه المسألة. نهاية الملاحظة.) وعقب نشر خبر صحيفة ديلي ميرور، سافر خنفر إلى لندن سعياً وراء الحقيقة حول تفاصيل المحادثة المزعومة بين بوش وبلير. وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية لم تستجب للجزيرة، فقد جذب خنفر الدعم لموقف الجزيرة بين وسائل الاعلام البريطانية والدولية عبر تنظيم العديد من اللقاءات الصحفية التي حظيت بتغطية إعلامية جيدة، بما في ذلك حلقة نقاش قدمها خنفر بمشاركة من صحيفة «ديلي ميرور» في نادي الصحافة بلندن. ومن الواضح أن خنفر يستخدم هذا الدعم لتعزيز رؤيته للجزيرة كمؤسسة دولية. ولعب عنصر آخر لصالحه، وهو إنشاء قناة الجزيرة الدولية، وهي النسخة الإنكليزية من القناة، والمقرر أن تنطلق في وقت لاحق من هذا العام. وعلى الرغم من أن هناك تقارير عن توتر بين الموظفين العاملين في الجزيرة العربية والجزيرة الدولية، إلا أن موقف الجزيرة الدولية مع قائمة موظفيها ذات الأسماء الكبيرة من جميع أنحاء العالم، أضافت بالتأكيد نطاقا دولياً أوسع لاسم الجزيرة كماركة إخبارية. ويقدر عدد مشاهدي الجزيرة العربية حالياً بين 40-50 مليون، وتستهدف في المقام الأول العرب، الذين يمثلون نحو 18% من العالم الإسلامي. الجزيرة الدولية سيكون لها مكاتب رئيسة في الدوحة وواشنطن ولندن وكوالالمبور وتستهدف بقية العالم الإسلامي الناطق بالإنكليزية. هاتان القناتان معاً، إذا نجحت رؤيتهما المشتركة للعمل كما هو مخطط لها، فإنهما سيمثلان عنصراً محوريا في علاقات الولايات المتحدة مع كلّ من العالمين العربي والإسلامي.
9. تغطية الجزيرة لاختطاف مراسلة كريستيان ساينس مونيتور جيل كارول بصورة متعاطفة مع الرهينة يبدو أنه يعود لحقيقة كونها زميلة صحافية. هذا النهج يناسب استراتيجية الجزيرة الجديدة كلاعب رئيس في الصحافة العالمية. بث الجزيرة للشريط كان منضبطاً، ورافقته إدانة صريحة لمثل هذه الأعمال ضد الصحفيين في جميع أنحاء العالم. كما استمرت الجزيرة أيضا في بث نداءات لإطلاق سراح كارول (بما في ذلك مؤخرا نداء من جيم كارول والد الصحفية) وتستمر في تكرار مسألة «التضامن بين الصحفيين». قرار خنفر تسليم نسخة من الشريط لنا (وهو ما لم تفعله الجزيرة من قبل) قد يكون أيضاً انعكاسًا للأهمية التي يوليها لهذه المسألة. سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف سيختلف نهج الجزيرة في الحالات المستقبلية لو تم خطف ضحية ليست من المجال الصحافي.
** ** **
انتهت البرقية
السفير تشيس إنترماير