اصفرَّتْ ورقةٌ
سقطتْ
وأعلن الخريفُ هطولَ غيمتهِ
حريقاً ناعماً
يحكُّ ما تيبَّسَ من العمر القاسي.
كنتُ في بيروتَ أمس،
واليوم في القاهرة؟
لا..
كنتُ في مصرَ أمس،
واليوم في لبنان!
هل أضعتُ البوصلة؟
نهرٌ وبحرٌ يتشابهان في عينيكَ
(هما عيناي)
أيها المسافرُ وحدكَ؛
دائماً!
من أرسلكَ من هناكَ إلى هناك؟
لا أحد.
ومن يستقبلكَ؟
لا أحد.
من يودّع مجنوناً مثلكَ يكن عاقلاً..
ابتعد أكثرْ
تكسَّرْ
ولا ترسلْ حطاماً من لدنكَ إلى أحدْ.
يا أنتَ، يا..
يا كلّ انكساراتي، انصدمتَ بمن وثِقتَ؟
انصدمْ أكثرْ
تكسَّرْ
ولا تعد حيّاً، ولا ميْتاً، إلى هذي البَلَدْ.
هو ذا التجسُّد في رسومٍ،
لا الترسُّم في جَسَدْ..!
هل تستطيعُ؟
على ارتباكٍ قلتَ: لا
وعلى الحقيقةِ تستطيعُ
فمثلكَ يُوجدُ إذْ يضيعُ.
إليَّ بكْ
هذا الضياعُ ضياعُنا،
وأنا وأنتَ قصيدةٌ مكتوبةٌ
بالمشي، والطيران، والسقطات،
والوقفات، والـ..
ما سوفَ يفهَمُهُ الجميعُ:
تعلَّمتُ كلَّ الحياةِ وحيداً
وعشتُ حزيناً وعشتُ سعيداً
عرفتُ المكانَ، فلم أستسغهُ
وعاندتُ فيهِ زماناً عنيداً
تبعتُ هوايَ وكم ذا هويتُ
بعيداً أحاولُ بُعداً جديداً
سأختبرُ الاختيارَ الأخيرَ
وإن خِبتُ خبَّأتُ للنعيِ عيداً