عنوان التوريقة هو ابتكار إذاعي للمذيع العراقي الشهير يونس بحري حين كان مذيعاً في إذاعة برلين أثناء الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945، وكان التعبير الرائج هو السيدات والسادة، ولكنه أدرج الآنسات وصك العبارة لتكون واحدة من جمله الشهيرة مع جملة (حي العرب من برلين)، وهو صوت إذاعي كان مجلجلاً وكأنما كان يصحب الجيوش الألمانية وهي تكتسح المعمورة بدباباتها وعتادها، ومن خلفها صوت هتلر مدوياً بالوعيد ومعلناً قوته العسكرية والبلاغية، ومعه جاء صوت يونس بحري، ليحاكي حالة الظرف الحربي والدعائي المدوي، وقد استعانت ألمانيا الهتلرية به ليسوق فكرها ونظريتها السياسية في الحرب والمعارك، وقد حظيت إذاعة برلين بجمهور عربي عريض، وفي جزء من الحظوة هذه كان صوت المذيع وبلاغته وخفة دمه ومهاراته اللغوية والتحفيزية.
كل هذا جرى وانتهي قبل ولادتي (1946) ولكني تشربته مع السنين حتى لكأني حضرته وشهدته، ومنذ بدايات نشأتي وأنا أسمع والدي وضيوف مجلسه يتحدثون عن يونس بحري ويروون قصصه وأخبار صوته حتى لقد كان يتبدى في حديثهم عنه وكأنما هو بطل لا يقل عن سحبان وائل وما نقرأ عنه في كتب المدرسة، ثم حين كبرت قرأت كتباً ليونس بحري يروي فيها قصص برلين وحي العرب من برلين فتعززت صورة المغامرة الإذاعية عنه، ودار الزمن دورته لأتزامل مع أحد أبنائه وهو الدكتور لؤي يونس بحري في جامعة الملك عبدالعزيز، وتولد من تزاملنا قصص رويت واحدة منها في توريقة سابقة.