نَغْرفُ الألحانَ مِنْ قِدْرِ الأماني
والليالي عَنْ هَوانا عازِفاتْ
مِنْ سَرابِ العِزِّ نُسْقى والثّواني
بَيْنَ عَيْنَيها النُّفوسُ الخانِعاتْ
نَحْملُ الحقْدَ نُعادي ونُعاني
نُضْمرُ الكُرْهَ لِيَومِ العادِياتْ
كَمْ حَفَرْنا واسْتَعَنّا بسَوانٍ
ومَلأنا مِنْ دِلاءِ الدّامياتْ
وضَحكْنا منْ أهازيجِ زمانٍ
وبَكَيْنا إذْ رمى بالمبْكِياتْ
رُبَّ قَبْرٍ رَتَّلَ الأمْنَ لِجانٍ
ما جَنى إلاّ بدينِ التُّرّهاتْ
وحَياةٍ للبَلايا كالمواني
حامِلات راسِيات مِبْحِراتْ
نَغَماتُ الموتِ عاثَتْ بالأغاني
كَسَّرَتْها بِتَرانيمِ التِّراتْ
ما تَبَقّى غَيْرُ ألحانِ التَّفاني
وحُداء في فَلاةٍ لِمَماتْ
طارَتِ الأوْتارُ مِنْ عَزْفِ السِّنانِ
أيّ حلْمٍ سالَ بَيْنَ الطَّعَناتْ
يا لَحَظّ الميْتِ حُرٌّ في أمانٍ
يا لَحَظّ الحيِّ مُلْكُ العاصِفاتْ
إنَّما الصَّمْتُ مَزاميرُ مَعانٍ
تتَجَلّى لُغَةً في القَسَماتْ
ماتَ جدُّ العُرْبِ فَوقَ الصَّوْلَجانِ
غَدَرَتْ فيهِ أناشيدُ الشَّتاتْ
مِثْلَما ماتَتْ حُقوقٌ في لِجانٍ
ضائعات عابِثات فاسِداتْ