دعوةٌ للكابوس!
هل يمكن أن تكونَ أحلامك اللاواعية منطقتَك الخضراء على حدّ تعبيرِ أحدهم؟ يمكن ذلك حين تفتقدُها، تبحثُ عنها فلا تجدها، تنامُ متوسدًا كفَك الذي لوّنْتَ به نهارك لعله يسرّب قليلًا من اللونِ الذي اجترحته مهما يكن، ليست سوداءَ ولكنها ليست وردية أيضاً! دعْها تكنْ ملونة بكل شيءٍ. تخيّل أن تغزو حلمك جيوشٌ من الألوان البرّاقة وباقات الورود، عالمٌ مثل هذا لا تراه إلا في منشورات المكاتب السياحية وإعلانات رحلات الإجازة في المجلاتِ النسائيةِ!
في فيلمٍ شاهدتُ منه نهايته فقط يشكو الولد لأبيه من حلمٍ مزعجٍ أقلق نومه، فرد الأب: «عليك ألا تخاف! رؤيتك للكابوس إشارة إلى أنك لا تزال تناضل، وحينما ترى حلمًا جميلًا عندها سيكون عليك أن تقلق!». في حديثه ما ينقض فكرة الأحلام البراقة التي بدأتُ بها، لكن الحلم مثل الذكريات تمامًا، يبدو منطقة خطرة مثل لوح «ويجا» في أفلام الرعب الأمريكية، متى بدأتَ التعلّقَ بها ستتلبّسك مثل الأرواح - الشريرة أو الطيبة لا فرق - التي يستدعيها ذلك اللوح، فاستدركْ حلمَك/ كابوسَك!
فائض ربح؟
تردّد أمي مثلًا شعبيًا يقول: من لا يراني ربحًا لا أريده تجارةً! كنت أستغرب المثل، وأرى أنه بحاجة إلى تعديل، لكني وجدته لاحقًا مثلًا حكيمًا جدًا؛ فالذي لا يراك مكسبًا عليك ألا تدخلَه إلى حياتك فيكونَ خاضعًا لاحتمال الربح والخسارة. وقياسًا على هذا المنطق، تغدو العلاقات كلها مثل التجارة، عليك أن تخوضَها لتعرفَ عاقبتك، وقد تخوضها بنجاحٍ، ولا تفضي بك إلا إلى خسارة، تمامًا مثل العمليات المعقدة في الرياضيات التي قد تطبق خطواتها بدقة لكن الناتج يختلف لديك عما توصل إليه المدرس! لا تقلق، على الأقل ستُحتسب لك درجة المحاولة! كل علاقة مهما كان شكلها تنطوي على نوعٍ من المفاجأةِ، قد يبدو بعضها في البدءِ مثل المشي على الحبل المعلق - قد لا يكون لديك عصًا للتوازن - أو المشي في حقلٍ من الألغام؛ تظل خطوتك التالية غير موثوقة النتائج. ليس المشي في حقل الألغامِ هو الذي يستدعي الحذر فقط؛ فالمشي على القطنِ الناعمِ يستدعي حذرًا مماثلًا، أليس كذلك؟