خاطبتُ بإهدائي مجموعتيَّ الشعريَّتين (دموع الشعر، حديث الغضا) الزميلةَ الأديبةَ الناقدةَ عضوةَ لجنة دراسة الاستفتاء على لائحة الأندية الأدبيَّة المعدَّلة في الاجتماع الثالث للجنة في 30-3-1435هـ بقولي: خالتي الدكتورة أمل الخيَّاط التميمي: وأتبعتُها بالأبياتِ الأربعة التاليَّة:
أُهْدِيْكِهَا يَا خَالَتِي أَمَلٌ
مَجْمُوعَتِي وَسِيَاقُهَا يَاتِي
أَودَعْتُهَا مِنْ نَبْضِ عَاطِفَتِي
وَمَشَاعِرِي وَضَجِيْجِ آهَاتِي
لا تَغْضَبِي مِنِّي وَمِنْ أَدَبِي
يَا خَالَتِي أَو مِنْ مُنَادَاتِي
فَبَنُو تَمِيْمٍ قَومُ وَالِدَتِي
وَلِذَا التَّمِيْمِيَّاتُ خَالاتِي
وفي اليوم التالي وقبيل الجلسة الثانية من هذا الاجتماع خاطبتني الدكتورة بقولها عن إهدائي ذاك: هذا أعزُّ إهداءٍ كتب لي على كتاب، وخلال هذه الجلسة ضَيَّفتْ أعضاءَ اللجنةِ ابنتُها مناير ذات السِّتِ سنوات وكانت ترافقها مع أخيها وأبيهما في سفريَّاتها لحضور الاجتماعات، ضيَّفَتْنا فطائر من إعداد الدكتور أمل فسألتُها عندما قدَّمتْها لي عن اسمها فأجابتني والخجلُ قد ورَّد وجنتيها قائلة: مناير، فكانت القصيدة التالية أهديها لها ولأمِّها ولأبيها حفظها الله لهما وحفظهما لها.
مَنَايِرُ وَمَشَاعِرُ شَاعِر
أَمَلُ الخَيَّاط يَا أُمَّ مَنَايِرْ
يَنْقُلُ الشِّعْرُ مِن القَلْبِ المَشَاعِرْ
غَيْرَ أَنِّي لَمْ أكُنْ في مَوقِفٍ
هَزَّنِي الشِّعْرُ عَلَى ذَلِكَ قَادِرْ
حِيْنَمَا طَافَتْ عَلَيْنَا ابْنَتُكُمْ
وَهْيَ تَزْهُو بِحَلاهَا وَالفَطَائِرْ
حَيْثُ كُنَّا حِيْنَهَا فِي لَجْنَةٍ
بِاجْتِمَاعٍ نَتَرَاءَى بِالمَحَاوِرْ
ضَيَّفَتْنَا بِحَيَاءٍ فَارْتَوتْ
وَجْنَتَاهَا بِاحْمِرَارٍ كَانَ ظَاهِرْ
وَبِعَيْنَيْهَا قَرَأْتُ المُحْتَوَى
وَجَمَالاً فِيْهِمَا بِالخَوفِ حَائِرْ
فَأَضَاءَ الحُسْنُ مِنْهَا وَجْهَهَا
بِسُؤَالٍ جَاءَ فِي اللَّحْظَةِ عَابِرْ
فَأَجَابَتْ عَنْ سُؤَالِي مَا اسْمُهَا؟
بِابْتِسَامٍ لِتَقُولَ اسْمِي مَنَايِرْ
حِيْنَهَا أَشْرَقَت الدُّنْيَا بِهَا
فَأَضَاءَتْ بِالمَعَانِي نَفْسَ شَاعِرْ
لَسْت أَدْرِي سَبَباً لَمْ أَسْتَطِعْ
مَعَه أَعْزِفُ مِنْ قَلْبِي المَشَاعِرْ
ذَاكَ مَا أَقْلَقَنِي تَفْسِيْرُه
وَأَنَا المُرْتَجِلُ الشِّعْرَ المُحَاوِرْ
طَالَ تَفْكِيْرِي بِه حَتَّى بَدَا
سَبَباً فِي النَّفْسِ فِي الإحْسَاسِ غَائِرْ
كَونُ أُسْتَاذَةِ نَقْدٍ أُمَّهَا
رُبَّمَا خَوَّفَنِي نَقْداً أُحَاذِرْ
فَوقَ خَوفِي النَّقْدَ كَانَتْ خَشْيَتِي
عَتَباً يَأْتِي مِن الدُّكْتُورِ ظَافِرْ
أَمَلُ الخَيَّاط يَا أُمَّ مَنَايِرْ
ذَكَّرَتْنِي ابْنَتُكِ الحُبَّ المُجَاهِرْ
أَبَوِيَّ النَّبْضِ فِي إِيْقَاعِه
بِشُعُورٍ مِنْ شِغَافِ القَلْبِ صَادِرْ
أَحْسَنَ الخَالِقُ مِنْهَا خَلْقَهَا
فَبَدَتْ مِثْلَ صَغِيْرَاتِ الدَّوَاسِرْ
كشَمُوسٍ أو عَرُوبٍ أُخْتِهَا
أَو رِتَالٍ بِنْتِ بِنْتِي وَهْيَ قَاصِرْ
أَحْسِنِي تَأْدِيبَهَا يَا خَالَتِي
إِنَّمَا الآدَابُ حِصْنٌ وَذَخَائِرْ
عَلِّمِيْهَا الشِّعْرَ كَي تَرْقَى بِه
مِثْلَمَا الخَنْسَاءُ فِي المَاضِي تُمَاضِرْ
وَرِّثِيْهَا نَقْدَه تَحْلِيْلَه
أَدَباً تَسْمُو بِه بَيْنَ الحَرَائِرْ
إنَّهَا تَرْبِيَةٌ تُبْعِدُهَا
عَنْ مَسَارٍ وَاتِّجَاهٍ لِلْمَظَاهِرْ
أَيُّهَا الحَسْنَاءُ فِي العُرْبِ مَنَايِرْ
فِيْكِ شِعْرِي يَزْدَهِي مَعْنَىً مُبَاشِرْ
رَدِّدِي أَبْيَاتَه فِي خَلْوَةٍ
وَاحْفَظِيْه فَأَنَا لِلشِّعْرِ نَاشِرْ
ذَكِّرِي أُمَّكِ فِيْه دَائِماً
عَلَّهَا فِي نَصِّه يَوماً تُحَاضِرْ
وَلْتَقُولِي للزَّمِيْلاتِ غَداً
إِنَّ هَذَا قِيْلَ يَوماً بِمَنَايِرْ
وَامْلَئِي الدُّنْيَا بِه أُنْشُودَةً
فَيُغَنِّي بِصَدَاهَا كُلُّ طَائِرْ
فَالقَوَافِي تَتَوَارَى خَجَلاً
حِيْنَمَا يُنْشِدُ فِيكِ الشِّعْرَ شَاعِرْ
10-4-1435هـ