«المهمة ليست سهلة.. لكنها ليست صعبة», بهذه العبارة يدخل الشاعر الدكتور أحمد قران الزهراني عش إدارة الأندية الأدبية المليء باللسعات بعد سابقه سمو الأمير سعود بن محمد الذي قضى فيها قرابة العام والنصف عقب استقالة سابقه الناقد حسين بافقيه في يوليو 2013م, كانت هي الأهدأ ربما في الثلاثة أعوام السابقة داخل أروقة الإدارة.
يدخل الدكتور قران إدارة الأندية الأدبية وهو الخبير بها والعالم بدهاليزها والمنغمس في تفاصيل المشهد الثقافي السعودي, ولعلنا إن مضينا في فألنا الحسن بتعيينه فلأسباب أهمها قربه من المشهد واتصاله بجل الفاعلين فيه على مدى سنوات طويلة, وممارسته للعمل داخل مجالس إدارات الأندية, بالإضافة إلى اطلاعه على الكثير من مآخذ المثقفين حولها وحروبهم الطاحنة ضدها, لكن ملفات الأندية التي أصبحت مثار التندر في كل مجلس ثقافي هي أولى امتحانات قران في تجربته الجديدة.
في هذه الصفحة قبل عام ونصف العام وعد المدير الأسبق للأندية الناقد حسين بافقيه أن يستقيل من منصبه إذا لم يستطع أن يعيد للمثقف السعودي حقه وهيبته واعتباره, معتبراً أنه يجب على الأندية أن تدير نفسها وما إدارة الأندية إلا حلقة وصل بينها وبين الوزارة لا أكثر, فهل يمضي قران بذات الوعود التي من شأنها رفع سقف التطلعات التي تنكسر كلما شعرت أنها أكثر صلابة وتنخفض كلما ظنت أنها علت؟.
لو كان لنا أن نسأل سؤالاً فسيكون: ماهي كمية الأمل التي أقنعت الدكتور أحمد قران الزهراني بقبول هذه المهمة في ظل عجز سابقيه عن الاستمرار فيها لفترة تكفي لصناعة منجز ثقافي أو حتى عمل إداري كامل يستحق الإشادة ؟ فكل ما حدث هو اجتهادات هنا وهناك لم تلبث أن تقطعها استقالة أو إقالة, لكن الأمل باقٍ ما دام أن صاحب المهمة يرى أنها ليست صعبة وهو الذي يتكىء على مخزون إبداعي وعمل صحافي وإداري يؤهله لقلب موازين المعادلة وإعادة الأمور إلى نصابها, وأخيراً فإن طلباً أن يتصل مدير عام الأندية بالوزير مباشرة جدير بالاحترام والتفكير في مستقبل قد يبدو بعيداً عن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية صاحبة النصيب الأكبر من الانتقادات بزعم وصايتها وتدخلاتها المباشرة في عمل الأندية ومنهجيتها.