في ليلةِ الإِمْضَاءِ يا مَوْعُودي..
قِفْ لا تحركْ نظرتي وشرودي..
أَقْسَمْتُ لو سَبَقَ السياقُ مَسَافتي
لمَسَحْتُ من خَلْفِ السياق وجودي
أو أَفْشَت الخَطَراتُ بعضَ مواجعي
لَحَفَرْتُ للشكوى ثَرَى أُخْدُودي..
ورَمَيْتَ كلَّ حكايتي في قعرها
وقرنتُها بمباهجي وقُعُودي
واللهِ ما عَرَفَ الزَّمانُ حقيقتي
أبداً.. ولا وَصَفَ المكانُ حدودي..
قَدّرتُ أَنْ أَكِلَ الجنونَ لحكمتي
وأُصَفّدَ الشَّطَحَاتِ بين قيودي
فتشكّلتُ زُمَرُ الرَّدَى في فكرتي
وانْثَالتِ الأَزَمَاتُ في التجريدِ
لا بُحّتِ الأصواتُ في مَنْظُومتي
ومراجعي لا تحتفي بورودي
وإذا صَدَدْتُ عن الفَنَاء بسيرتي
جُنّ انْقِراضُ عَوَالمي بصدودي
والفَلْسَفَاتُ تَوَتَّرَتْ بمصيرها
كُلِّيُّها أفْضَى إلى التّحديدِ..
هذا الزمانُ بَصَائرٌ قد كُمّمتْ
وأَذَابَهَا التبكيتُ في التَّسديدِ!
كلُّ العَبَاقِرَة الذين تَفَلْسَفُوا
صُلِبُوا على سَجَّارة التّهديدِ
ذَهَبُوا ضحيَّةَ شارعٍ مُسْتَأْسِدٍ
قد غُلَّ بالتّسطيحِ والتّشديدِ
فَعَلَى المآثر قد بَكَى تاريخُهم
وبكتْهُمُ الأطْلالُ بالتّفْنيدِ..
عذراً إذا نَكَصَ السّؤال بِحُرْقَتي
وإجابتي ظلّتْ بلا مَرْدُودِ..
أَوّاهُ من قَدَرٍ يَلُوبُ بسيرتي
ويُضيفُني لمَوَاكبِ التّرديدِ
قل لي إذا مَاجَ القطيع بمَوْقفي
وأحالَني الإجماعُ للمِقصودِ..
فأقمتُ بين كتابتي وكآبتي
لِصاً يُجيدُ تقيَّةَ التحييدِ
هل تستعيدُ مواسمي أعيادَهَا
أو تستَريح لجُمْلة التغريدِ؟
لاعيدَ في كلّ المَوَاسم يحتفي
أبداً.. ولا يبدو الرّضا في العيدِ
يا حسرةً أمستْ تظِلُّ مباءتي
وتعيدني صَوْبَ انْصهار البيدِ
في موئلٍ جُنّتْ به رَدَهاتُهُ
لا يستجيب لنَفْحةِ التَبريدِ
قالوا: تصنمت الرؤى وتهيأتْ
للمَقْتِ في إطراقةٍ وسُجُودِ..
لم تحترقْ من قهرِهَا تقطيبتي..
كَمَداً ولا رَفَضَ السُّدَى تَسْديدي
أدركتُ أَنَّ عُهُودَنَا لا تكتفي
بتَشَابُهِ السَّقَطاتِ في المَحْدُودِ
الصوتُ قد سَكَبَ الصَّدَى وأبادَهُ
أَلْقى عليهِ عَبَاءَةَ التقليد..
والأرض تَدْفُنُ ما يَمُرُّ بِعُرْفها
والعُرْفُ ضاقَ بنَبْرَةِ التجديدِ
فإذا بناكُوْنٌ تَشَوَّهَ سِفْرُهُ
وأحالَهُ التنكيدُ للتّشريدِ..
رَفَضَتْ قوائمُ ذُلّنا ما انْتَابَها..
وتَشَيّثَتْ بِصَفَاقِة التنديدِ
لاطيبَ في الطّيب الذي أَزْرَى بنا
أحوالُنا هَرِمَتْ على التَّمْجِيدِ
وانْفَضّت الأكمامُ من حول الأَسَى
لنُقِيمَ في منظومةِ التّجْمِيدِ
ونَدِيُّنَا أَزْرَتْ به أوصابُهُ
وأَصَابَهُ مَا جَنّ في التهديدِ
قد زاغت الأبصَار فيه فيالهُ..
في محفل الآراء من رِعْدِيدِ
سَنَظَلَّ نلعن في الظّلام سِيَاقَنَا
والحالُ يَفْرَقُ في فَمِ التوكيدِ.