حِكَايَةٌ بِدُمُوعِ الشِّعْرِ أَحْكِيْهَا
وَبِالأَسَى والتَّأَسِّي سَوفَ أَبْكِيْهَا
صَغِيْرَةٌ تَشْتَكِي مِن عُنْفِ وَالِدِهَا
بِأَدْمُعٍ تَتَهَامَى مِنْ مَآقِيْهَا
أَعْوَامُهَا سَبْعَةٌ لَكِنَّهَا رَسَمَتْ
آثَارَهَا كَعُقُودٍ سَبْعَةٍ فِيْهَا
وَكُلُّ ذَنْبٍ لَهَا أُمٌّ مُطَلَّقَةٌ
فَمَنْ يُخَفِّفُ عَنْهَا أَو يُوَاسِيْهَا؟
فَمَا اسْتَطَاعَتْ بِأَنْ تَبْقَى بِعِصْمَتِه
مَدَى الحَيَاةِ يُجَافِيْهَا وَيُؤْذِيْهَا
كَمَا تَعَذَّرَ أَنْ تُعْطَى حَضَانَتَهَا
لَهَا بِحُكْمٍ قَضَائِيٍّ يُوَاتِيْهَا
زَوَاجُهَا حَالَ عَنْهَا وَهْيَ رَاغِبَةٌ
وَزَوجُهَا رَاغِبٌ فِيْهَا وَيَدْعُوهَا
طَلَيْقُهَا لَمْ يُوَافِقْ مِنْ نِكَايَتِه
بِهَا مَشَاعِرُ حِقْدٍ لَيْسَ يُخْفِيْهَا
رَمَى بِطِفْلَتِه فِي بَيْتِ زَوجَتِه
مَفْجُوعَةً وَهْوَ يَدْرِي مَا يُلاقِيْهَا
تَبَاتُ جَاِئِعَةً فِي بَيْتِ وَالِدِهَا
فَلَيْسَ فِي البَيْتِ مَنْ يَحْنُو ويَحْمِيْهَا
قَدْ لاحَظَتْ بُؤْسَها يَوماً مُعَلِّمَةٌ
فَاسْتَكْشَفَتْ بِحِوَارٍ مَا الَّذِي فِيْهَا
بَاحَتْ لَهَا بِمعَانَاةٍ وَلَو عَلِمَتْ
بِأَنَّها سَتُلاقِي بَعْدُ مَكْرُوهَا
لَمَا اسْتَجَابَتْ لِمَنْ أَفْضَتْ لِوَالِدِهَا
عَنْهَا بِتَقْرِيْرِهَا المَبْعُوثِ تَوجِيْهَا
فَكَانَ أَنْ حُرِمَتْ تَعْلِيْمَ مَدْرَسَةٍ
عُقُوبَةً مِنْ أَبٍ بِالعُنْفِ تَقْضِيْهَا
أَبٌ كَهَذَا عَنِيْفٌ فِي مَوَاقِفِه
أَمْسَى حَقِيْراً مِن الآبَاءِ مَعْتُوهَا
إِنْ كَانَ لَم يَسْتَطِعْ يَوماً حِمَايَتَهَا
مِنْ نَفْسِه كَيْفَ فِي سُكْنَاه يُؤويْهَا؟
وَكَيْفَ يَرقَى بِهَا بِالفِكْرِ تَرْبِيَةً؟
وَكَيْفَ تَحْفَلُ مِنْه فِي أَمَانِيْهَا؟
أَمَا يَرَاهَا بِصَمْتٍ وَهْيَ وَاجِمَةٌ؟
أَمَا يَرَى الخَوفَ بالأَحْزَانِ يَكْسُوهَا؟
أَمَا يَرِقُّ لَهَا مِمَّا تُكَابِدُه؟
أَمَا يُحِسُّ بِهَا حَدْساً وَتَنْبِيْهَا؟
للهِ يَا طِفْلَةً ضَاقَتْ بِوَاقِعِهَا
وَضَاقَ مُجْتَمَعٌ فِيْهَا ومَا فِيْهَا
فَكَيْفَ يَعْرِفُ مَا تَلْقَاه مُجْتَمَعٌ
وَلا يخَلِّصُهَا مِنْ عُنْفِ مُؤْذِيْهَا؟
سُمَّارُه حِيْنَ يَرْوِي البَعْضُ قِصَّتَهَا
تُصَاغُ تَسْلِيَةً فِي نَصِّ رَاوِيْهَا
يَا وَيْحَهُمْ أَيُّ إِحْسَاسٍ يُحَرِّكُهُمْ
وَطِفْلَةٌ بَيْنَهُمْ لَمْ تَلْقَ حَامِيْهَا
حِمَايَةُ الطِّفْلِ مِن عُنْفٍ بِمُجْتَمَعِي
غَابَتْ وَغَيَّبَها التَّنْظِيْرُ تَمْوِيْهَا
مُعَنِّفُوه بِسُكْنَاه وَمَدْرَسَةٍ
زَادُوا وَمَا وَجَدُوا رَدْعاً وَتَسْفِيْهَا