Saturday 20/09/2014 Issue 446 السبت 25 ,ذو القعدة 1435 العدد

تحولات امرأة نهرية

قراءة في ساحة وغى الـ «تويتر»

أفادت دراسة صادرة عن شركة «جلوبال ويب إنديكس» بأن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالمياً من حيث عدد مستخدمي موقع «تويتر» على شبكة الإنترنت. وجاء في التقرير أن نسبة 51% من رواد الشبكة من السعوديين يترددون بانتظام على استخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

السؤال: هل هذه الإحصائية ومثيلاتها دلالة على وعي المجتمع أم شكل آخر من أشكال التخلف والعودة للوراء؟

هل كوننا نمثل الصدارة في مثل هذه المواقع الحديثة منحنا صدارة حضارية موازية لها أم أنه أسهم في رسوخ بعض المعتقدات الرجعية؟!

راقب فقط كمية التصريحات التي تصدر من سين وصاد عن كثير مما يحدث في المجتمع السعودي من أحداث فارقة مثل دخول المرأة لمجلس الشورى ودخولها سوق العمل بقوة القرار السياسي وغيرها من الأحداث التي شكلت هدماً لمعتقدات سجنت فيها المرأة زمناً طويلاً.

أتساءل وأنا أرى تويتر منتدى ضخماً بلا مشرفين ولا مراقبين ولا حدود، أغلب الذين كان لهم صولات وجولات في المنتديات وجدوا في تويتر ضالتهم التي يبحثون عنها، الحضور غير المقنن وقطعان المتابعين الهائلة ومؤشرات الشهرة، وبؤر الضوء التي تنادي كل مريد.

تويتر نسخة مطورة لساحة المنتديات التي فقدت مجدها قبل سنوات، نسخة غير مقننة وحرة، وبفعل التطور التقني أصبحت ساحة أوسع ليس فيها مشرفون ولا ضبط أو إيقاف إلا نادراً، لا شيء يشبه تلك المنتديات الملئية بالصراعات الفكرية والأفكار المتخفية والأقنعة المتلونة إلا ساحة (تويتر) حيث يبدو الفضاء الأكثر جذباً للمجتمع، أسماء كثيرة معروفة أسهم تويتر في كشف شخصياتها الحقيقية، وأسماء أخرى مغمورة أصبحت علماً في رأسه نار، عالم من الكشف ينفتح أمامك وما عليك إلا أن تتمعن في سبر أغواره.

الشخصيات نفسها التي كانت تدير معاركها في المنتديات انتقلت لتويتر وأصبح أمرها بيدها لا بيد مشرف المنتدى، الأدوات المستخدمة نفسها والتكلات نفسها، بل أتاح لهم (تويتر) حرية الجمع بين أكثر من اسم وتغيره وتلوينه دون الرجوع لتنظيمات المنتديات التي تأخذ وقتها وتجعل من أمر اختلاق معرف آخر ليست سهلة دائماً.

حرية التعبير في تويتر أعطت صورة واضحة عن وعي البشر في المجتمع السعودي، عن أزماتهم وعقدهم، وكشفت عن عقولهم المخبأة في الكلام، كثير من الصور الذهنية عن المثقفين والدعاة والأكاديمين ذابت في كأس (تويتر) إما تحسنت وتغيرت أو أصيبت بخيبة الكشف.

حتى بؤر الظلام التي تستقطب الشباب وجدت في تويتر ضالتها، بدءاً من جذبهم لتيارات فكرية معينة واستقطابهم ووصولاً لجرهم لبرك الفساد بأنواعه كافة، بضغطة زر تبحث وتختار وتتواصل.

غالباً ما أخرج من تويتر بطاقة سوداء هائلة لأن البشر هناك في حلبة صراع ومزايدة، ساحة حرب فيها تكتلات عشوائية غير خاضعة لمنطق أو فكر واضح، أحزاب دون تسمية وفرق ناجية وأخرى هالكة.

لذلك غالباً ما أقفل نافذة تويتر لاحتفظ ببعض البياض.

ليلى إبراهيم الأحيدب - الرياض