يُعد النادي الأدبي بالرياض من الأندية المتميزة بعطائه المتواصل على مدى أربعة عقود، حيث أثرى المشهد الثقافي في الرياض والمملكة عموماً بفكر نيّر وعطاء أصيل عبر مناشط وفعاليات منبرية طوال العام يحضرها كثيرٌ من محبي الثقافة والأدب من الرجال والنساء ناهيك عن ملتقيات النقد الأدبي، كما يصدر النادي مجلتين، هما: قوافل وحقول إذ ينشر فيهما بحوثاً في غاية الأهمية والإبداع.
أما الكتاب المطبوع فله حضوره من خلال تشجيع المؤلفين في مجالات كثيرة، كما أولى النادي معارض الكتب الخيرية بالشراكة مع المؤسسات الخيرية، ومن أبرز المناشط جائزة كتاب العام السنوية التي يموّلها بنك الرياض، وقيمتها مائة ألف ريال، ووصلت الشراكة كذلك إلى الطلاب والطالبات في مدارسهم من خلال رصد إبداعاتهم الأدبية.
وخلال مسيرة النادي الأدبي يتضح التوائم والمحبة بين أعضاء مجلس الإدارة وطاقم السكرتارية وعموم مرتادي النادي من الأدباء والمثقفين، فتشعر بأنهم يعملون بروح الفريق الواحد، فالجميع يحرصون على الحضور وقت إقامة الفعاليات والأمسيات الأدبية والكل يستقبلك بروح مشرقة وحفاوة منقطعة النظير، إنهم بذلك استطاعوا إيجاد بيئة ثقافية للجميع حتى أصبح النادي الأدبي بالرياض أنموذجاً ناجحاً للمؤسسة الثقافية التي تُعنى بالجميع فلا إقصاء لأحد ولا خلافات داخلية إنما الجميع يعمل بجد وإخلاص وبفكر ناضج وتعامل راقٍ مع الكل.
كما عني النادي بنشر الثقافة ورعاية الأدب في محافظات منطقة الرياض من خلال مبادرته بافتتاح أول لجنة ثقافية بمحافظة الخرج عام1432هـ، ولم يكتفوا بالافتتاح بل أسهموا في رعايتها وحضور بعض الأمسيات التي تقيمها اللجنة بالخرج، وفي هذه الأيام أعلن عن افتتاح لجنة ثقافية في محافظة المجمعة، وإني أتطلع إلى افتتاح لجان ثقافية في جميع محافظات منطقة الرياض ودعمها من قِبل وزارة الثقافة والإعلام بميزانية سنوية لا تقل عن مائة ألف ريال تضم لميزانية النادي الأدبي؛ وذلك لنشر الثقافة ورعاية المواهب الشعرية والأدبية؛ لأن المحافظات عانت في الفترة الماضية من إهمال بدون رعاية ثقافية ومنبر رسمي يسهم في إثراء المشهد الثقافي في المحافظات التي تزخر بالشعراء والمثقفين لما لذلك من دور في زيادة الترابط الاجتماع والثقافي بين أبناء المحافظة.
وفي الختام، أقدم الشكر والتقدير لرؤساء وأعضاء مجلس الإدارة السابقين والحاليين، وأبارك لهم نجاحات النادي الأدبي المتميزة ورجاله الكبار في عطائهم وتعاملهم مع جميع مرتادي النادي وما يقدمون من ثقافة وأدب وشعر جميل في المبنى الجميل رغم مرور السنوات على إنشائه إلا أنه يمثلّ رمزاً جميلاً لثقافة جميلة.