لم يمر تصريح معالي الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام المنشور في الزميلة «الوطن» قبل عدة أيام مرور التصريحات العابرة، إذ كان حول ركيزة أساسية في الشأن الثقافي في المملكة وهي الأندية الأدبية والتي أقرت لها الوزارة آلية الانتخاب قبل حوالي أربعة أعوام, وقد فاجأ الدكتور الجاسر الوسط الثقافي بتوجه الوزارة في المرحلة المقبلة لإعادة التعيين لمجالس إدارات الأندية الأدبية بواقع نصف المجلس مع بقاء نصفه الآخر منتخباً لأن الوزارة رصدت عدداً من السلبيات في انتخابات الأندية مشدداً على أن الصراعات في الأوساط الأدبية هي السبب الرئيس الذي يحول دون نمو العامل الثقافي.
المثقفون والمنشغلون بالفعل الثقافي في المملكة وكعادة كل القضايا تباينت آراؤهم وأفكارهم حول نية الوزارة العودة للتعيين, حيث أعلن الدكتور عبدالله الغذامي فور سماع تصريح الدكتور الجاسر أن الإشكال الحقيقي هو من الوزارة نفسها وليس من المثقفين, معتبراً أن الوزارة لم تكن على قلب صاف مع فكرة الانتخاب, وأنها تبيت النية هي وغيرها ورغبة عميقة في النفس لإيقاف فكرة الانتخاب, حيث يذهبون إلى تضخيم كل مشكلة صغيرة بين مثقفين ليمرروا من خلالها فكرة إعادة الانتخاب.
أما نائب رئيس مجلس إدارة نادي جازان الأدبي الشاعر حسن آل خيرات فقد انحاز إلى فكرة التعيين من الوزارة, مؤكداً أن ذلك لا يعد نكوصاً ولا رجعية بحال من الأحوال، بل العكس المتعلق بالمثقفين هو الصحيح، لأن فئة منهم بغض النظر عن معدلها تبنت خيار «حرق روما» من أجل هالة ضوء أو بريق عنوان، وهي سواء كانت بالأصالة أو بالتبعية أحد أهم معوقات المرحلة الانتخابية، وحتماً لن ينتهي بها الحال عند المشاركة في إجهاض هذه المرحلة وإنما ستلملم أشياءها وستتحفز للمرحلة القادمة بأعواد ثقابها وبنواصيها وأذيالها نحو هدم جديد ووبال جديد على ثقافة ومثقفي الوطن الحبيب.
فيما اعتبر الناقد والمؤرخ الثقافي ومدير عام الأندية الأدبية السابق حسين بافقيه أن عودة التعيين هي نكسة ثقافية، مشيراً إلى أن المثقف الحقيقي لن يقبل بالتعيين بأي حال من الأحوال ومرسلاً رسالة لوزارة الثقافة والإعلام مفادها: لكم أنديتكم ولنا ثقافتنا.