الناشر: المؤسسة العربية للدراسات 2013
الصفحات: 316 صفحة من القطع العادي
من مقدمة المؤلف:
«بينما الشعوب والجماهير العربية تمارس طقوس الفرصة الأخيرة للبقاء على سطح التاريخ، وهي مسحوقة بين مطرقة الوصاية الدولية بممارساتها الاضطهادية التي تختزلها في اتفاقات الحماية العسكرية، وفي تدويل قضاياها السياسية، وفي إضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي، وبين سندان الأنظمة السياسية العربية بممارساتها الاضطهادية التي تختزلها في امتهان حقها في ممارسة المواطنة، وحقها في تنفس الحرية، كانت رياح الثورات الربيعية المفاجئة تهب بلا سابق إنذار على تخوم أملها الأخير. ومع إطلالة هذا الربيع الملثم الغامض، كانت رياح التساؤلات المتشائلة وعلامات الاستفهام المتفائمة تعصف بضمير تلك الجماهير التي لم تجد خياراً آخر غير الاندفاع نحو حالة عدم التأكد ونحو مطاردة أسراب السراب.
ولكن دوائر الحيرة وعدم التأكد ظلت تتكاثر وتتسع مع اختلاط الأوراق وتشابك الخيوط يوماً بعد يوم، هل هي أمام ثورة مفتعلة؟ وهل هي ثورات صنعها ضمير الأمة ودفعتها حركة نهوض تتحدى الواقع الاضطهادي والاستبدادي البشع؟ أم أنها ثورات صنعتها ودفعتها الإدارات السياسية والعسكرية الغربية؟».
« تناست الجماهير العربية ملامح الوحش الأمريكي المتعجرف الدموي البغيض الذي كان وما يزال واقفًا في الخندق الإسرائيلي بدعمه اللامحدود سياسيّاً وعسكريّاً واقتصاديّاً وفيتويّاً، وتناست ملامح الوحش الأمريكي الذي أباد مئات الآلاف من العراقيين والأفغان والصوماليين، وتناست ملامح الوحش الأمريكي الذي دبَّر للعالمين العربي والإسلامي مئات المؤامرات والمخططات لإبقاء المنطقة العربية والإسلامية مجرد محطة استراحةٍ لقواعده العسكرية ولمصالح شركاته العابرة للقارات..».