الإمام ابن مالك والموهبة

يسألني الأخ د. محمود بن عمران بن كريم سمحاني من ليبيا عن ابن مالك؟

والدكتور (سمحاني) وهذه عائلته وشهرته كذلك (طبيب نفسي) مقيم في لندن منذ عام 1411هـ وله ولع كبير في اللغة وعلومها وآدابها على طراز من سبقه (كإبراهيم ناجي) لولا أن سمحاني بعيد عن الفن وهذا المؤمل منه لكونه ممن ذاق تربية عالية الهمة صوب المعالي من الخلق والعلم المكين.

أعود فأقول السمحاني: شاعر ومقل فيه وليس له ثمة كتابات تذكر اللهم إلا ما يطارحه للعلماء بين بين من نتاف: الآراء ووجهات النظر، وإجابة للسؤال الحيوي الجيد أبدأ بهذا على سبيل الإيجاز.

يُكنى بأبي عبدالله وهو: محمد جمال الدين بن عبدالله بن مالك وشهرته عند النحويين ابن مالك كان بين الطويل والقصير كث اللحية والعارضين وفي وجهه طول، كان مليح القسمات هادي الطبع حسن الأخلاق في كلامه ونقاشه، جم التواضع جداً له باع كبير، في الأدب، واللغة، والشعر أما النحو فحسبك به.. إماماً.. ولهذا أجاد في ألفيته، وموهبته فيها واضحة إذ لم يقلد أحداً ولم يقتبس، اللهم إلا ما كان (توارد الخواطر) وهذا يكون عند العلماء والباحثين والشعراء، وابن مالك رحمه الله تعالى ألفيته كانت بعد ألفية (ابن معطٍ) وهي الألفية العالية القيمة عند من أدرك هذا وسبر غوره، لكن ابن مالك جدد وأضاف حتى ليخال القارئ أنه جاء بجديد طراً، ولعل من لم يدرك أو يتعمق أو يوازن يظن أن هناك اقتباساً ما عند ابن مالك وليس كذلك.

ومن عجائب ألفية ابن مالك.. أنه طوَّع الشعر وذلـله للوصول إلى دلالات المعاني وإعرابها مع جودة بينة في توظيف الحكم والأمثال فيها بسلاسة وعمق ودربة، وأصل الألفية وسبب تسميتها أنه قال:

وأستعين الله في ألفية

مقاصد النحو بها محوية

ولعظم هذه الألفية.. شرحها شراح كثيرون من هؤلاء العالم الجليل: الحسن بدر الدين ابن قاسم بن عبدالله المرادي، ومن هؤلاء العلامة الجيد المتقن: عبدالرحمن بن علي بن صالح المكودي، ومن هؤلاء العالم المعروف: عبدالله بن يوسف بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري، ولعل هذا الإمام هو من أفضل الذين شرحوا الألفية.. وكتابه: (أوضح المسالك) ثقيل على طلاب العلم المبتدئين لوعورة شرحه فلا يصلح نظره هكذا إلا على عالم محدث له باع جيد في علم الحديث أو عالم سليقة في علم النحو، والسليقة هنا لا بد منها.

وشرحه كذلك في كتاب آخر هو: (دفع الخصاصة عن قراء الخلاصة)، ومن الذين شرحوا الألفية كذلك: العلامة عبدالرحمن جلال الدين السيوطي المعروف بأبي بكر السيوطي، ومن هؤلاء: عبدالله بهاء الدين بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عقيل، وابن عقيل هذا.. رحمه الله تعالى.. لعلَّ شرحه للألفية من أوضح الشروح التي تمت حتى كتابتي هذا (المعجم) فقد سهل على العلماء من: فقهاء ومحدثين ولغويين ونحاة، هذه الألفية وأجاد في بيان مجمل ما ورد فيها مما لازمه البيان والتوجيه والإعراب والإشارة إلى الخلاف في بعض المواطن الموحية لهذا وهو شرح اشتهر بـ(شرح ابن عقيل).

ومع أنه كذلك إلا أنه يحتاج إلى تمهل جيد وعمق لا بد منه أثناء مطالعته.

ومن الذين شرحوا.. الألفية.. العلامة المجود: أبو الخير محمد شمس الدين بن محمد المشهور بين كبار العلماء (بابن الجزري) ولا يكاد يعرف إلا بهذا إلا عند من عرفه وقرأ ترجمته وسامره ورام مثل: دربه، وفهمه، ونهمه.

وليس هذا من مثلي بضاعته قليلة إلا إجابة مختصرة لسؤال أحببت نشره برغبة أخوية حبيبة من سمحاني غفر الله تعالى الزلة والهفوة وما علمت وما لم أعلم وما هو به أعلم.

السائل:

-ع. أ. العتيبي - مكة - جامعة أم القرى.

(رسائل إلى الأمة) مسجلة على: اليوتيوب والذي تسأل عنه لا أعرفه.

- محمد. ع. ع. جامعة الملك سعود الرياض.

ابن خلدون من حضرموت. سكناه وعلم في: المغرب.

- وداد المطيري.. رفحاء.

سوف بإذن الله تعالى يصلك كتاب (يسألونك) قريباً.

أما حديث (إياكم وخضراء الدمن) فضعيف، وحديث: (الأقربون أولى بالمعروف) فليس بحديث فضلاً عن أن يكون آية.