أَهْدَتْ إلَيَّ فُؤادَها فوَعَدْتُها
أَنِّي سَأُهْدِيْها أَحَبَّ مُنَاها
قَالَتْ: أُحِبُّ الوَرْدَ، قُلْتُ لَهَا: غَداً
أُهْدِيْكِ مِنْ بُسْتَانِهِ أَحْلاها
وذَهَبْتُ لِلْبُسْتَانِ أَقْطِفُ وَرْدَةً
حَمْرَاءَ مِثْلَ خُدُوْدِ مَنْ أَهْوَاها
فَوَجَدْتُ آلافَ الوُرُوْدِ فَلَمْ تَزَلْ
بِي حَيْرَتِي في وَرْدَتِي تَتَنَاهَى
وأَنَا كَذَلِكَ إذْ تَبَدَّتْ وَرْدَةٌ
كُلُّ الوُرُوْدِ بِحُسْنِها تَتَبَاهَى
يَنْسَابُ طَيْفُ الطُّهْرِ مِنْ مَلَكُوْتِها
ويَشُعُّ مِنْها في الضِّيَاءِ سَنَاها
وتَلُوْحُ مِنْ بَيْنِ الوُرُوْدِ وتَخْتَفي
فيَنُمُّ عَنْها حِيْنَذَاكَ شَذاها
تَغْزُو نَضَارَتُها حِمَى أَنْظَارِنا
وتَدُكُّ حِصْنَ قُلُوْبِنا عَيْنَاها
حَاوَلْتُ أَقْطِفُها وَحِيْنَ دَنَوْتُ مِنْ
أَكْمَامِها قَطَفَ الفُؤادَ هَوَاها
أَبْصَرْتُ فيها صُوْرَةً مِنْ طِفْلَتي
يا لَلْبَرَاءةِ مَا أَشَدَّ قُوَاها!
ووَقَفْتُ أَرْقُبُ حُسْنَها مُتَأَمِّلاً
إبْدَاعَهُ سُبْحَانَ مَنْ سَوَّاها
وجَحَدْتُ حُلْوَتِيَ التي واعَدْتُها
بالوَرْدِ، فَلْتَستَغفِروا لِيْ اللَّهَ