أشخص: بعث.. وأرسل،
وإنما هذا على وزن: أفعل، أشخص الرجل إبنه بعثه وهي لغة قحة لكنها قليلة، وهي لقطة قوية للدلالة على المعنى المراد،
وشخص ببصره غير: أشخص؛ فشخص «بضم الخاء» نظر بقوة تجاه جهة بعينها دون سواها، وأشخص هذه تتداخلها معانٍ مختلفة وذاك حسب المقام،
فيُقال أشخص الحاكم رسوله بعثه،
ويُقال: (أشخصٌ أنت) على سبيل التأكد والتثبت من عقله ورأيه، ويُقال أشخصٌ تفعل على سبيل السخرية ويقع كذلك: أأنت شخصٌ تكون على سبيل اللوم،
كما يراد جمعها بحسب المعنى المطروح بدلالة الحس على ذلك منها،.
(إجابة خاصة).
أ- محمد بن سعيد هداي العائذي/ تبوك/ إجابة على سؤالك العلمي الجيد نحو:
«الشخصية العلمية القوية». فأبادر قائلاً:
هناك خلط بين كثير من العلماء بين قوة الشخصية العلمية بسمتها العقلية العادلة وبين الشخصية الإدارية المركزية الجالبة، للمصلحة المصلحة/ ذاتها بطرق شتى، وأحسب أنني قبل تخصصي القضائي الجنائي.. والإدارة العليا أن من يقوم بالدهاء ما كنت أحسبه القوي المتضلع كثيراً بقوة علمية ما، أو لغوية..
لكنني.. وهذا محسوب عليَّ لا لي.. حين نظرتُ أسفار كبار العلماء خلال تجرم القرون إلى العاشر منها، أدركتُ أنني أخلط بين مفاهيم كثيرة، كما هي واقع اليوم الخلط بين: الموهبة.. والنبوغ.. والذكاء وبين: خفة اليد.. وسعة الحيلة.. واجترار المصالح بغاية من النباهة والذكاء الحاد، وحتى نقف جميعاً على بعض السِّمات لقوة الشخصية أجلبُ شيئاً دونته في حين مبكر من بعض النقولات التي وقفتُ عليها كنتُ أكنزها لمثل هذا الوقت وسوفَ.. بعدَ.. ذلكَ أُدلي برأيِّ لعله يُساهم في:/بناء الشخصية السوية/ مع أناسٍ لا يرون إلا أنهم: هُم.. هُم، ومن ثم يُلقون النكير حتى من أقرب الناس إليهم لأنَّهم يعرفون منهم ما لا يعرفه جُل الناس.
وهذا سبب «مذمة التاريخ» لمن خال طريقاً ظن أنه هو فإذا هو ليس ذلك.
إليك هذا: (شاع استخدام: (Intearation) وهو لفظ: التكامل النفسي والاجتماعي في علم النفس للتعبير والاتساق بين مقومات الشخصية جسمية ونفسية بحيث لا ينشأ بينهما اضطراب أو تعارض).
ثم: (والشخصية القوية هي تلك الشخصية التي تستطيع الإفادة من ذكائها في مواقف الحياة المختلفة بنزاهة.. وصرامة قوية.. وكمال شفافية حتى مع من لا ترغبه).
وأيضاً: (تتميز الشخصية القوية بقوة العطف والنخوة حيال من يلجأ إليها ويبتعد في هذا كله عن كل كيد ودهاء ولو تم أن من لجأ إليه لا يميل إليه).
وكذلك: (ومن الصفات البارزة في الشخصية القوية قدرتها على تعديل موقفها في ضوء ما يتكشف لها.. أمامها.. من حقائق جديدة فالمرونة التي تتصف بها شخصيةٌ تمنحه القدرة على استيعاب الجديد في الحال) الحال، ونقلتُ أيضاً: (وتتسم الشخصية القوية بأنها لا تهتم كثيراً بتوجيه الانتباه إلى ما سوف يقوله الناس عنها. والواقع إن الإلتفاف حول الذات بالفكر والوجدان والخوف من النقد مع تأمل السلوك الشخصي جزئية جزئية إنما يحول بين الشخص وبين ملاحظة سلوكه في مجموعة، بل إن الفرق في جزئيات السلوك يحول دون الانتباه إلى ما هو أكبر ويحول دون الانتباه لمشكلات أصلية تلك التي يُريدُ الفكر معالجتها).
وكذلك: (تمتاز الشخصية القوية بالقدرة على التعامل مع الناس بطريقة سليمة دون تعصب أو ذاتية.. والواقع أن معاملة الناس فن قلَّما يتمكن الكثيرون منه، ولقد دأب الحكماء على وضع أُسسٍ ينبغي اتباعها بغية النزاهة والعدل بصدق وتجرد).
وسجلتُ مما سجلتُهُ: (ويتبع هذا كله أن الشخصية القوية لها قدرتان:
أ- الأولى هي: الإنصات إلى الآخرين بوعي وصدق وتمام قسطاس مُستقيم وهضم لما يقولون:
ب- والثانية: الإفصاح عما يدور في الخلد من أفكار واتجاهات بعيداً عن حماية الذات، بل لذات الحكم بشفافية الإنصاف وتوزيع الفرص والوفاء بالوعد دون حيلة أو كذب بلباس الذكاء).
ج- (قوة الشخصية الحقة تبتعد كثيراً عن إيذاء الضعيف ولو لم تحبه بحال ما من الأحوال ذلك أنها قوةٌ نابعة من قعر الَّعقل الحر العظيم. وإذا غاب عنها تفقدته خشية أنه لم يُنصفْ معه، فنزاهة وقدرة الشخصية تخاف خوفاً عظيماً ممن قطع زيارتها بعد أن تشكى وتألم أمامها، وتُفسر الشخصية القوية الحرة انقطاع الزيارة والسلام تفسيراً رحِيماً عادلا ينبع ذاتياً من حرارة وقادة نحو الإنصاف إذا كان قد استجار به من قبل ودهاه أو تلاعب بعقله لشك ما أو ظن نفسي مُفرط).
د- (وضابط ذلك كله عند أساطين الحكماء أن الضَّعيف يأمن ويسعد عند القوي، والمتكسب يتسلق ويُصانع في ظواهر حالاته).
هـ- (لا تقوم حال (القوي) قوي الشخصية القوة الضارعة بعلو العدل إلا بالخوف من ضرب من لا يملك إلا الشكوى من كيد كائد أو مكر ماكر أو تسفيه مُصانع أو تزلف مُتزلف، وقوارب القول كله في ضوابط الحكمة هو وجل قوي الشخصية جداً جداً أن يفوته نصرة من لجأ إليه، ولم يعدل معه حتى ولو لم يكن هو من أعمله أو استعمله لأن الأمر بيده، وإنما تشكى إليه لقوته واللجوء إلى حكمه وعدله ورد اعتباره، ولو كان قد زل فقط زل).
وهذا كله حق وهو معلوم من حال الحاصل بالضرورة، وتبين القوة من خلال هذه المواقف التي وقفت عليها شخصياً يتضح من خلالها قوة شخصية جيدة.
قال أحد الأزواج لزوجته.
*سوْيَّ عشاءً عندنا ضيف.
*إبعثه إلى المطبخ يسوونه.
*وكيف هذا..؟!!
*ما عندي شدة، أو سوه.. أنت.
*لا لا أكيد الحبيبة غضبانة.
*لا بس مابي حيل
*اللَّي تشوفين.
ويبعث الزوج إلى الطَّباخ.
ليعمل له: العشاء، وتتم الضيافة على أحسن حال.
تقول هذه الزوجة فكنتُ بعد ذلك أهابه كثيراً لسعة صدره وطول باله.
وقال أحد (مُديريِ المَدارس): نما إلى علمي أن أحد المدرسين البارزين نما حوله كلامٌ من: رائد الفصل، ومدرس آخر، وكثر الكلام حوله فكرهته؛ لأنه سوف يعكر صفو (سياسة الإدارة) فتم نقله إلى عمل إداري فتشكى إليَّ كثيراً لكنني كنتُ لا أرغبه أنا والوكيل والمشرف الطلابي، وكنتُ يوماً أصلي بجواره الظهر في المدرسة فسمعته وهو ساجد ويظن أنني لا أسمعه يقول في سجوده: (اللهم أنهم نبذوني وركنوني اللهم إن كانوا حافوا ولم يعدلوا فعليك بهم بالفتنة) فتقربت خلال شهر وشيئاً فشيئاً حتى تبينَ لي الحَّقُ في هذا، فرفعتُ بأمره تقديراً لحضوره المبكر وسعة علمه فكان وكيلاً ثم هو المدير بعد ذلك.
يقول هذا المدير (ومع هذا لم يزل دعاؤه جاشماً على قلبي فعسى الله تعالى أن يتجاوز عني).