نشأت ورحلت أجيال ثقافية متعاقبة.. مرتهنة إلى مقولة الفاقة الراسخة في نسيج الامتداد الثقافي العام: (أدركته حرفة الأدب) مع الأخذ في الاعتبار إطلاق الأدب وقصد الثقافة.. حتى باتت سمة تكاد تكون متطلباً أساسياً للمنتمين إلى الحقل الجاف مالاً المترف جمالاً.. ما خلق بؤساً إنتاجياً ثقيلاً أعاق منابع الاستثمار الثقافي الذي يعد أحد أهم مداخل أسواق المال الحديثة.. والأهم من هذا ما يتصل تلك الآفاق التي تذبل على الدوام نتيجة شح العطاء الثقافي من قبل المنتمين والمعنيين بأنشطته وممارساته..
وبالعودة إلى مرحلة الولادات المتعددة (الجمعيات المتخصصة مثل جمعية المسرحيين والتشكيليين والفوتوغرافيين وغيرها، وكذا عهد انتخابات الأندية الأدبية واللجان المتخصصة داخلها وغيرها)، نتلفت الآن فلا نجد إلا أثراً بعد عين ـ إن جاز الوصف ـ ولكم أن تقدموا الإجابة بالنيابة عن تلك التكوينات حين يأتي سؤال الغياب وضآلة المنتج: الميزانية لا تفي بالغرض.. في المقابل تبرز كراسي البحث العلمي في الجامعات ـ بعيداً عن مدى جودة مخرجات التجربة ـ التي استطاعت أن تنهض لإيجاد مداخيل مالية معتبرة مثلما هو الحال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مثلاً التي تضع شرطاً أساسياً لتأسيس كراسي البحث متمثلاً في ألا يقل الدعم عن ستة ملايين ريال في كل دورة.. وكذلك كرسي القصيبي بجامعة اليمامة وما يتلقاه من دعم يبرز جهود القائمين عليه متكئاً في اللحظة ذاتها على اسم الشخصية العملاقة.. الأبعد من هذا وذاك ما نجده في جمعيات النفع العام والجمعيات الخيرية.. التي تبرهن على نجاحها عبر ما توفره من دعم وتبرعات وعطاءات..
ويبدو أن المال الثقافي .. أدركته حرفة أهله!!