يا باحةَ الحبّ في أنغام سوسنةِ
ويا نسيما تجلّى في رؤى اللغةِ
يا منبع الشعر في أعماقنا ولهاً
ويا جمالاً تهادى بين أوديةِ
في مهرجانك روح تعتلي قممًا
من البهاء تسامت فوق أشرعةِ
هذي الأغاني التي في الروح صامتةٌ
تموسقت في مدى جنبيك في دعةِ
مذ كنتِ للشعر ليلاه التي عزفت
حبّاً لقيسٍ نشيد الشوق لم يمتِ
فيك من الحُسنِ ريّاه فما انبثقت
تتلو لنا آيةً في كلّ ناحيةِ
أنتِ لنا البحر صبّت فيه أنهرنا
وهجًا تفيض به من كل لؤلؤةِ
جئنا إليك عطاشى من مواردنا
وأنت منهل حبًّ يا معذبتي
حتى اشتفت من طيوب الشعر أنفسُنا
وناغمتك بنات الفكر في ثقة
المهرجاناتُ أرخت عند موكبها
أشعارها وأناخت مثل خاشعةِ
ترنو إليك يلفُّ الصمتُ دهشتها
وأنت يا باحة الأشعار ملهمتي
لمّا تزل فيك للأشعار بارجةٌ
توهجت ألقاً أنحاءُ مملكتي
ميعادنا فيك حبٌّ صاغ فرحته
بوحٌ يسامرنا مع كلّ قافيةِ
ما جئتُ نحوك إلا بعد أن مرغت
كلُّ التباريح أحلامي وأمنيتي
ألفيت نهديك عذْباً طاب موردها
حتى نسيتُ متى أتممتُ مرضعتي
نبشتُ ما تركت لي ذكرى تعاندني
مرّ السنين التي غالت بناصيتي
حتى استوت قدمي وقفاً لديك هوىً
وأبدع الوجد فيك رسم خارطتي
أنت الهوى باحة الدنيا وزينتها
فتشتُ عنك فكنتِ صوت أغنيتي
يا من جمعت لنا الأيام في لغةٍ
أبرمت عِقداً من الإبداع سيدتي
تلمظتْ أحرف الأشواق ضاحكةً
بين الشفاه، وصاغت كلّ جوهرةِ
لمّا أتى في رباك الشعرُ مبتهجاً
جُنّت لديك، وخرّت مثل ساجدةِ
فأنت مهبط هذا السحر أجمعه
ما أجمل الشعر يزهو في مخيلتي
فرسان وحيك جالوا في المدى شهباً
تضيء أفقاً فتجلو كل مظلمةِ
دندنتُ عندك سراً ليس يدركه
إلاك إذ أنت فيه سرُّ دندنتي
إذ جئتك اليوم كم حزنٍ يصاحبني
وذلك الوجع المسكون في شفتي
وذلك الصمت كم أرخى ستائره
وأوثق الوجدُ عهداً بين أوردتي
يا باحة الحبّ كوني اليوم شاهدةً
أني اتخذتك للإبداع صومعتي
تزهو لديّك الأماني وهي باسمة
وتزدهي نشوةً فيك كعاشقةِ
في مهرجانك تغفو النفس آمنةً
موّاله العذب ترسو فيه راحلتي