Saturday 15/11/2014 Issue 451 السبت 22 ,محرم 1436 العدد

إذ نلمس المطلق

عند وداع الفنان التشكيلي عبدالجبار اليحيا (1931 - 2014)

أبي

اهدأ قليلاً، ريثما يتباعدون

اهدأ، ولا تتململِ الآنَ، انقضى ...

خذ نعمةَ الأرض الحرون

حِضنَ الأديم سحابةً ضمّاتُها أمٌّ حنون

اهدأ، سلامُ، الآنَ، لك

إني معك

ها آخر القوم التفت:

إطراقةٌ حفِرت ثوانٍ ثابتاتٍ في ارتفاعات الأزل،

ثم التفت

لكأنما بوابةٌ من صمِّ معدنها الصديءِ ادّاركت هذي العشيةَ دورَها

فتشعشعت برقاً رعوداً في الصدى

وكرنّةٍ شعَّ الحديدُ بذبذبة

اهدأ، نجومُ الصيفِ، هذا الليلَ، طرطَشَها حليباً من ضيا

ربٌّ رحيم

وقِماشةُ الكون العَتَم

ذاك الذي ترضاه بدءًا، مبتدى

مادته صنو العدَم

لونه كحلي

اهدأ، للحظةٍ،

سأرتّب الحدثَ، الثواني، لحظةً

لو تبتعد

عن سجدتي، مثلاً، قليلاً، مِسحاةُ حفَّارِ القبور

الدلوُ ذو الماء العكِر

واللبنةُ المدفون جذعُ ربيعِها بتراب رأسكَ، شاهدة

والجنُّ، لو في وهنةٍ، لرحمةٍ، لو تُحبَسِ

لو تبتعد

حباً قريباً، في غصون السدرةِ المثلى، أواخر سور المقبرة

أجنحةٌ، ملائكة

لو

خنقتين، ثلاثَ، وغُصّةً... لو يبعُدِ

هذا السكون

عندها نمضي معاً، كلقائنا منذ الطفولةِ، دائميَن

نمضي معاً في أغنية

- مازن اليحيا