Saturday 15/11/2014 Issue 451 السبت 22 ,محرم 1436 العدد

علامةُ تعجُّب!!!

انظرْ إلى أصابعِك، هل خطر لك أنها قد تكونُ علامة تعجّبٍ؟ صحيحٌ أنها مقلوبة، لكنّها تظل علامة للتعجب. ربما لأنها تستشعر الدهشة في كل لمسةٍ، فلو لمستَ نسيجًا مخمليًا ستتحوّل أصابعك إلى خمسِ علامات تعجبٍ أو إعجاب. يقال في الشطرنج لو وضعتَ علامة تعجبٍ واحدة فذلك يعني أنّ نقلة خصمك جيدة، وإن كانتا اثنتين فهذا يعني أنها ممتازة. حسنٌ، ماذا يمكن أن نقول عن خمسٍ دفعة واحدة!!!!! إنها «سوبر ممتازة». أشعة الشمسِ أيضاً تشبه علاماتِ التعجب، لكنها ليست مقلوبةٌ؛ ربما لأنها تبدو عاقلة ومنطقية وواضحةً، أليس هذا ما يصفون به الحقيقة التي تبدو مثل الشمس؟

تظهِر علامة التعجبِ خطابك وديًا ولطيفًا إن أدرجتَها في رسائلك لأصدقائك، رغم أنّ أحد الكتّاب الأمريكان الكبار «فرنسيس سكوت فيتزجيرالد» يقول: قلّل من استخدامِ علامة التعجب؛ لأنك تبدو كمن يضحك على نكاته التي يطلقها! عبارته قاسية، أليس كذلك؟ يبدو أنه كان يعاني من ازدحامِ علامات التعجب من حوله!

في سياقٍ أكثر رعبًا رأيت علامة التعجب السوداء مثل أثرِ حذاءٍ في مسرحِ جريمة مظلم، تمامًا مثل تلك التي في الألعاب التي حمّلتها على جهاز الآيباد، وتمتلئ بكل شيء، وعليك أن تبحثَ عن سلاحِ الجريمة أو أي أثر يوصلك إلى الحقيقة، وربما لذلك كان رسامو المجلات المصوّرة يضعونها في بالوناتِ الحوار كلّما كان هناك إطلاقٌ للنار، هل يمكن اعتبارها مجرمة بناءً على ذلك، ونسقط عنها صفة الودية أو الذكاء في الحركة؟ ربما كان ذلك قناعًا ترتديه هذه العلامة في لحظاتٍ معينة لتسترعي انتباهك، وبخاصة إذا جاءت في عربة صفراءَ مثلثة الشكل!

أظن الرقمَ (1) وعلامة (!) هما توأمٌ مختلف، تفرقّهما الشامة التي تزين التعجبَ في أسفل الذقن، أو لنقل إنها ترتدي حذاءً بينما أخوها حافي القدمين. والغريبُ أنها تبدو أكثر استقامة وصرامة من الـ 1 المائل. بالمناسبة، صاحب الظل الطويل يشبه كثيراً علامة التعجب بزيه الأسود واستقامته وطوله، أظنني بدأتُ أحب علامة التعجب أكثر رغم أني خفت منها قليلًا حين رأيتها تظهر لي العين «الصفراء»!

قرأتُ مرة أن استخدام النساء لعلامات التعجب أكثر من استخدامِ الرجال لها. أنا أستخدمها كثيراً ولكن لست أدري لماذا؟! هل تذكّرك هذه العلامة ببعض الوجوه الطويلة التي يكون الذقنُ فيها منتفخًا أو فيه نقطة في الوسط «لا أعرف ماذا تسمّى لكني لا أحبها أبدًا». قد يكون صاحب الوجه بهذا الوصف في الرسوم المتحركة أبله. وتذكّر لوريل وهاردي مثلًا، فلوريل النحيل غبي جدًا، وهاردي السمين - بالمناسبة وجهه يشبه علامة الاستفهام - يتذاكى لكنه أكثر غباءً...

من المثيرِ للدهشة أنك لا تجدُ علامة التعجب في اللغة الهندية، ربما لأن الهندَ «أم العجائب»، ولا تحتاج لهذا الخط ليعبر عنها. ما رأيك أنت؟!

بثينة الإبراهيم - القاهرة