نشكر للثقافية هذا الجهد الأدبي الكبير الذي تتحفنا به في كل أسبوع.
لقد عرفت الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل باحثاً جاداً ودارساً غيوراً على تراث أمته؛ فهو أديب عصامي، اعتمد بعد الله على نفسه وبحسه المتوقد، وطموحه المتوثب. أمضى صباه في بلدته المجمعة التي أنجبت العديد من العلماء والأدباء؛ فدرس في مراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم واصل تعليمه فانطلق إلى الرياض ملتحقاً بكلية اللغة العربية، ثم واصل تعليمه، حيث حصل على الماجستير في الأدب والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وحصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الأدب، وكانت رسالته تحقيق كتاب (الإيضاح في شرح مقامات الحريري) للمطرزي، وصدرت له عدة كتب في التحقيق والأدب واللغة والبلاغة والنقد، وهي مؤشر على عمق ثقافته، وسعة اطلاعه وتنوع اهتماماته، استطاع بطموحه أن يحقق ما رسمه في ذهنه بمثابرته وطموحه وجده، وتلبية أشواقه العلمية مما يصبو إليه من مجد أدبي وتطلع أكاديمي ومكانة ثقافية متنوعة بين أدباء جيله ومثقفيه، حيث صدر له كتب في الأدب السعودي وفي الأدب العربي القديم والحديث، وعني بجمع شعر بعض الشعراء القدامى ممن ليس لهم دواوين مأثورة، فصدر له شعر شواعر بني حنيفة في الجاهلية والإسلام، تحقيقاً ودراسة، وحمزة بن بيض الحنفي: حياته وشعره، ويحيى بن طالب الحنفي: حياته وشعره، إضافة إلى شعر شعراء آخرين، معظمهم من شعراء اليمامة، كتويت اليمامي، ونصيب الأصغر وابنته الحجناء، تولى رئاسة قسم الأدب في كلية اللغة العربية، ثم عمادة الكلية، وتولى قبلهما إدارة معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وأصدر كتابه (قضايا وتجارب في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها) سنة 1414هـ، فهو رائد من رواد الأدب بأبحاثه الأدبية واللغوية، وبدفاعه عن العربية الفصحى ضد أخطار العامية، ويعد من رموز التعليم الجامعي في المملكة، ولعل ما تمتاز به شخصيته التواضع الجم، والتوق إلى المعرفة وعلى الرغم من تعدد اهتماماته الثقافية تأليفاً وكتابة، وانشغاله بالتعليم الجامعي، فهو حفي باللغة العربية، غيور عليها، يدافع عنها فيما يكتب، ويذيع محاسنها فيما يحضره ويشارك فيه من مشاهد ثقافية، ويصحح ما يقع فيه الكتاب والمتحدثون من أخطاء لغوية، إنه واحد من رموز الأدب والثقافة والنقد والتعليم الجامعي في بلادنا، متطور مع روح العصر، حمل على أكتافه سنوات من العمل الفكري والثقافي الجاد، والأداء الأكاديمي، تدفعه رغة ملحة في خدمة الثقافة والأدب، وهذه طبيعة الأدباء الجادين من ذوي الهمم العالية. آمل منه في ختام هذه المقالة أن يخرج لنا بقية أعماله الأدبية المخطوطة.
أرجو له دوام الصحة والنشاط والعطاء الثري في الميدان الثقافي، والدعاء الصادق بالتوفيق والسعادة.