دعا الناقد الأدبي الأستاذ حسين بن محمد بافقيه وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات الثقافية الكبرى في المملكة إلى «ضرورة تصميم أطلس أو قاعدة بيانات ثقافية، تشمل كل مثقفي المملكة من الرجال والنساء ومن جميع الأجيال الثقافية؛ لأننا نشاهد أن جيلاً أو جيلين متتابعين يكادان يحتكران المناسبات الثقافية, ولا تتاح الفرصة - وهذا مؤسف - للأجيال الجديدة أو المتوالية، بما فيها الأجيال الحديثة والشابة، التي نقرأ لها في مواقع التواصل, والتي أنتجت إنتاجاً أدبياً مختلفاً تماماً عن اللغة الأدبية والثقافية التي درجت عليها الأجيال السابقة. وفكرة تصميم الأطلس في اعتقادي ليست أمراً صعباً إذا صحت العزيمة، ووجدت الإمكانات الفنية, وهي يسيرة وليست شاقة, ومن ثم ينظر لهذه القوائم في كل مناسبة من المناسبات؛ حتى لا تتكرر الأسماء بشكل فج».
وأضاف بافقيه: «ينقسم الضيوف عادة إلى قسمين, القسم الأول هم المشاركون بنشاط أدبي أو ثقافي عن طريق المحاضرات أو الأماسي الشعرية أو القصصية أو المعارض الفنية. والقسم الآخر هم الضيوف الذين تستضيفهم وزارة الثقافة والإعلام أو الجنادرية أو أي مؤسسة لها علاقة بالثقافة؛ ليشاركوا بالحضور والمشاهدة والاحتكاك. والعادة في مثل هذه الأمور إن لم تكن مضبوطة ببيانات وأسماء فسوف تكثر الاعتراضات عليها والملاحظات, وهذا جزء من الحياة الثقافية بلا شك, فالمثقفون يحلو لهم كثيراً أن يعترضوا على أي شيء, وربما لو لم يجدوا ما يعترضوا عليه لاخترعوه. لكن الملاحظ بشكل عام من خلال ما نقرأ في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أن أسماء معينة من الضيوف تغلب على الدعوات, فمعظم ضيوف الجنادرية هم ذاتهم ضيوف معرض الكتاب وملتقى المثقفين السعوديين وضيوف مؤتمر الأدباء السعوديين.. ونجد الكثير منهم في منتديات الأندية الأدبية كذلك؛ وهذا يجعلنا نقف وقفة مهمة, ونفترض أنه لا يوجد إلا هؤلاء المثقفون وهذه الأسماء مثلاً, لكن هذا الافتراض مدفوع؛ لأن الساحة الأدبية والثقافية في المملكة من كبرى الساحات الثقافية في العالم العربي على مستوى تمدد الأجيال وولادة مثقفين ومثقفات, وولادة كل من له علاقة بالعمل الثقافي والأدبي على نحو مبهر ومدهش».
وختم بافقيه: «حين أنظر مثلاً خلال الشهرين الماضيين أجد أن أسماء معينة من الشعراء والكتّاب والنقاد هم الذين يشاركون في جميع هذه الندوات، سواء داخل المملكة أو خارجها, وربما بلغ الإبداع ببعضهم مبلغاً عظيماً حتى تتنادى المؤسسات الثقافية لدعوته. لكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن للعلاقات الشخصية أثرها في هذا الأمر، ولا داعي لذكر أسماء بعينها, وإلا ما الذي يجعلنا نرى بعض الأسماء تشارك في جميع هذه المناسبات، سواء المقامة من وزارة الثقافة والإعلام أو الجنادرية وغيرها؟».