الأديب عبدالله بن محمد ابن خميس (1339ـ1432هـ) -رحمه الله- علم من أعلام المملكة العربية السعودية الكبار: شاعر فحل له مكانة سامقة في ديوان الشعر السعودي، وناثر متميز عُرف بكتابة المقالة الأدبية في أنصع صورها، وباحث قدير في جغرافية المملكة وتاريخها، ولغوي متمكن مثّل بلاده في محافل عربية مشهودة، وفي المقدمة مجمع اللغة العربية في القاهرة، وصحفي رائد أسس مجلة هجر، وبعدها مجلة الجزيرة، وإداري محنّك أسهم في نهضة بلاده وتنميتها في أكثر من عمل رسمي بارز.
وفي الجانب الثقافي شرف بعضوية مجلس دارة الملك عبدالعزيز، ورأس أول مجلس للنادي الأدبي بالرياض في عام 1395هـ.
ومن هنا فقد كان من الواجب أن تنهض الجهتان: دارة الملك عبدالعزيز، والنادي الأدبي بالرياض للاحتفاء به وتكريمه. وفكرة هذا اللقاء العلمي عن ابن خميس ولدت عقب وفاته، وتبناها مجلس دارة الملك عبدالعزيز برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع ورئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز حفظه الله.
ورعاية سمو ولي العهد حفظه الله لهذا اللقاء العلمي عن ابن خميس رحمه الله تحمل أبعاداً مهمة فهي تمثل صورة من أنبل صور التقدير والاحتفاء برجال الدولة المخلصين، وتمثل تكريماً رفيعاً لكل مثقف وأديب في هذا البلد الكريم.
وقد تشرف منسوبو النادي الأدبي بالرياض حينما طلبت دارة الملك عبدالعزيز مشكورة ممثلة في معالي الأمين العام الدكتور فهد بن عبدالله السماري مساهمة النادي الأدبي في اللقاء العلمي شريكاً، وتشكلت لجنة من الجهتين برئاسة معالي الأمين العام للدارة، وعضوية: نائب الأمين العام الدكتور ناصر الجهيمي، والدكتور محمد الربيِّع (المستشار بالدارة)، والدكتور عبدالله الوشمي (رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي السابق) والأستاذ عبدالرحمن السدحان مدير عام البحوث والنشر بالدارة، والأستاذ عبدالله الدخيّل أميناً للجنة، وشرُفت كذلك بعضوية اللجنة.
وقد سادت اجتماعات اللجنة التي عُقدت في الدارة والنادي روح الحماسة والرغبة في تمتين أواصر التعاون والشراكة بين الجهتين، ليس في هذا اللقاء العلمي وحده، وإنما في مشروعات أخرى مستقبلية بإذن الله.
وفي رأيي فإن هذا اللقاء العلمي من أنجح الأعمال الجماعية، وخطط له بتأن ودون عجلة، وشاركت أسرة الشيخ عبدالله بن خميس بحضور عدد من الاجتماعات، وتمخض عن اللقاء جملة من البحوث النوعية المهمة التي ترصد وتحلل المنجز الثقافي لابن خميس برؤية علمية، وبطباعتها يكون هذا اللقاء قد قدم خدمة جلى للوسط الثقافي في المملكة. كما أن هذا اللقاء العلمي أثمر عن جمع لبحوث ابن خميس في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وتولى ذلك أستاذنا الدكتور محمد الربيِّع، وعن طباعة ديوان جديد له، وهو « الديوان الثالث» الذي تولت جمعه والتقديم له الدكتوره هيا السمهري.
وبعد، فهذا اللقاء العلمي عن أديبنا الكبير ابن خميس أسهمت فيه جهات أخرى مساندة للدارة وللنادي الأدبي بالرياض، وفي المقدمة: أسرة ابن خميس، وإذاعة الرياض، ومؤسسة الجزيرة الصحفية، ومكتبة الملك فهد الوطنيّة، وغيرها من الجهات.