بزغ نجم أحمد الصالح «مسافر» بعد جيلين من أجيال الشعر السعودي الحديث، الجيل الأول هو جيل «الريادة» والجيل الثاني هو الجيل الذي بدأ التجريب والانفتاح على التجارب الفنية الجديدة عربية وأخرى غير عربية. وحينما بدأ «أحمد الصالح» مشواره مع الشعر كان منفردا في لونه الشعري، وهو يكتب القصيدة العمودية، أو القصيدة المرسلة في بناء تفعيلاتها، وكان موضوعه الظاهر هو الغزل، لكن هذا المنحنى الظاهر كان يبطن مناحي شتى حيث كانت القصيدة الغزلية هي العنوان البارز لمعان وتجارب شتى في التجربة الإنسانية المعاشة.
وديوانه الأول يدلل على هذا الرأي، ابتداء من عنوان الديوان « عندما يسقط العراف» وهو ما يعطى انطباعاً مباشراً بأن قصائد الديوان ذات بعد فلسفي أو «ميتافيزيقي»، لكنها مع ذلك قصائد غزل في مفرداتها المباشرة، وتختفي تحت هذه المعاني والصور المباشرة. أبعاد ومعانٍ أخرى، حيث يكون الحب والغزل معنى شاملا لمناحي شتى في الحياة الإنسانية.
هذا التفرد يتكئ على معجم شعري يتميز به الشاعر، ويميزه بين جيله، وهو الذي يصنع معاني شعره، ويشكل أسلوبه الشعري، ويفر به إلى الصوت المتفرد.