كان ملء فضاء الإبداعِ والبحث والمنبر مشاركًا ورئيسًا للمهتمين بشؤون الثقافة وشجونها مذ تجاوز الفتى مفتاح مرحلة البدايات وأسس للبدايات الصحفية عبر الرائد وما تلاها ثم من خلال نادي جدة الثقافي في مرحلة صعبةٍ من تأريخه؛ فحمل الأمل واحتمل الألم وبذل من نفسه ونفيسه ثم غادر النادي وانزوى عن المشهد ولاذ بما يشبه الصمت أو يشبهه الجحود فلم نعد نراه فتيَّ الفكر متوقد العطاء مواصلًا سيرته الأولى والوسطى والمكتملة بتآليفه العديدة التي فرغ لها بعد فراغ فؤاده من أعباء النادي العتيد، ونتساءل: اين أستاذنا اليوم؟ فنُجاب ُ بأنه قد وهن منه العظم واشتعل الرأسُ خبرةً وتجربةً وذكرياتٍ، وآن لنا أن نسمعه ونشاهده ونقرأه منتظمًا في» الثقافية» أو سواها؛ فلعل ذواكرنا تستعيد لياقتها المفقودة بعدما صارت خاتمتُها الهجرَ بمجرد نأي الرمز عن الأضواء، ونذكر أن الثقافية قد خصصت له جزءًا في إصدارها: (من أعلام الثقافة السعودية الجزء الثالث) مصطفًا إلى جانب الكبار: عبدالعزيز الخويطر ومحمد العبودي ومحمد العلي ومحمد الهدلق وعبدالعزيز المانع؛ حفظ الله شيخنا أبا وديع.