خلاصة الصحوة
خلاصة الصحوة ستتبدى لنا حول الخصائص الذاتية للفرد الصحوي، كما تصنعت عبر مسيرتها وعبر قوتها على مدى عشر سنوات (1978-1997) وهي ثلاث خصائص صبغت الشاب الصحوي:
أولاً- شخصية الفتى الجاد، من حيث الانضباط الزمني وتقيده بنظام يومي راسخ، من الفجر حتى المنام ليلا، ومن حيث حرصه على المحاضرات واللقاءات والسفر من أجلها، مع ضبط حركته مع الجماعة وعدم التخلف أو التواني، وهذه خاصية تنظيمية ذهنيا ومسلكيا لكل شاب صحوي، بحيث تختفي عنه المتعة ويحل محلها الجد في القول والعمل.
ثانياً- المتوجس، وهي خاصية غرست فيه عبر الخطاب الصحوي المنفر من المخالفين بوصفهم أهل ضلال وتغريب، أو بوصفهم مغررًا بهم، ولا يحسن بالفتى المسلم أن يقع فيما وقعوا فيه، ولذا فالحل هو في فضح ضلالهم ومن ثم الحط منهم ومن حيلهم في تحسين الباطل، وسيشمل الحذر منهم كل وسائل التواصل معهم كالجرائد (خضراء الدمن - كما جرى وصف بعض الصحف بسبب لون صفحتها الأولى الخضراء)، وكذا المحطات الفضائية وسيشمل هذا محاضرات بعض أساتذة الجامعة الذين جرى تحذير الشباب منهم والبحث عن جداول بديلة لأساتذة آخرين ممن لا شبهة عليهم، مع التحذير المتصل من دساسي السم في العسل، ومهما صلح القول فيجب الحذر منه إذا كان قائله مشبوها.
وهذه هي نظرية التوجس التي عمت فعلا وشاعت داخل صفوف الصحوة وصنعت شخصية الصحوي المتشككة بالمحيط الثقافي.
ثالثاً- الخاصية الاحتسابية، فكل صحوي هو بالضرورة محتسب، وهو مدفوع لنشر ما تراه الجموع الصحوية في أي مسألة اجتماعية، مع الأخذ بما تراه الصحوة في مسائل الخلاف الفقهية، ولا بد للشاب أن يتمثلها من جهة وأن يحمل الناس على تمثلها من جهة أخرى، ومن شأن هذا أن يتحرك الشاب مع أي حالة يندب إليها لإكثار سواد أهل الصلاح والدخول في الحشد الذي يقوي الصوت ويعلي كلمة الحق التي يراها الحشد، وهذه ثقافة احتسابية تحشيدية برزت على جيل الصحوة، ولم تختف حتى بعد تراجع قوة الحشد، ولكن مفعوليتها لم تعد كما كان وقت التوهج الحشودي في ذروته.
هذه سمات ثلاث وخصائص سلوكية وذهنية لكل شاب صحوي لا شك أنها صنعت شخصيته وصبغته بصبغة تميزه، إضافة إلى العلامات الجسدية كما وقفنا عليها في التوريقات الماضية.