انتهيت لتوي من قراءة رواية (الأيام لا تعود) للكاتب الأستاذ سعيد شهاب الصادرة من دار (مدارك للنشر) وهي الرواية الثانية للكاتب بعد روايته الأولى (صدا) التي صدرت العام الماضي ورواية (الأيام لا تعود) هي تاريخ أنساني لحقبة زمنية كانت فاصلة في تحول أسر من حياة البداوة والتنقل بين المراعي والبحث عن الماء والكلأ إلى حياة المدينة أو القرية فقد كان أبو هزاع وعائلته محور أحداث الرواية واستطاع المؤلف بحرفية تحريك شخصيات الرواية وفقاً للحدث الذي يتذبذب بين تفاصيل صغيرة جداً ودواخل نفسية هامة يليها جدالات صافية بأن الرواية تنقل القارئ من موقع إلى آخر ومن زمن إلى آخر بتسلسل مقنن وادوات ربط تحصل من المشاهد المتعددة مشهداً واحداً متكامل.
الرواية فيها الكثير من الحبكات الفنية المكتملة والمفاجأت غير المتوقعة التي تنتهي بلحظات تنوير كثيرة ولكنها غير محلله وغير نمطية.
أعتقد أن غزارة الأحداث المبنية على تعدد الشخصيات آملت عن المؤلف أن يستخدم نظام الفلاشات خصوصاً المراحل الأخيرة من الرواية حيث أخذ يتنقل بين الدمام وعرعر والكويت والبادية بما يشبه الفلاشات ولذلك اجمل كثيرً في خواتم القصة التي يعي مصير بعض شخصياً متروكاً لنهايات مفتوحة يستنتجها القارئ.
لقد استمتعت كثيراً في قراءة هذة الروية ورأيت فيها الكثير من تفاصيل التحول البشري المعاصر وكذلك رؤية هذه المجاميع البشرية وتعسرهم للقضايا وكيفية حلهم للمشكلات.
كنت أتمنى أن يكون تنظيم القصة الشكلي أكثر تناسقاً مع نقلات الأحداث أو الشخصيات وأن تكون على شكل أبواب غير مرقمة حتى تكون نقلات أوراق القصة متوافقة مع نقلات أحداثها ولا شك ان ضغط الوقت والجهد المبذول في وجهة الرواية. وكثرة أحداثها ربما فتت الفرصة على المؤلف والناشر لتدارك مثل هذا الأمر الذي بالتأكيد لا يعيب من جماليات الرواية ولا ينقص من قيمة أحداثها.
كل الشكر لهذا الإبداع من الكاتب سعيد شهاب ونأمل أن يكون القادم قريب وأجمل كما هي التوقعات والله الموفق.