Saturday 13/12/2014 Issue 455 السبت 21 ,صفر 1436 العدد

وهذا باب فى التوريق

1 - كما مطرة نثرت ماءها ثم نسيناها

تماماً كما تمطر المطرة ويراها الكل ثم ما تلبث أن تغوص في الأرض تاركة ماءها المعين يغوص ويغوص، حتى لا تراه العيون، بل تنسى أنها رأتها يوماً، ثم يمضي الزمن وتزيد الغفلة، ولكن المطرة ما زالت تغوص وتتعمق، حتى إذا ما عطشنا وحفرنا في التربة وجدناها هناك لتعالج جفاف حلوقنا وجفاف ذاكرتنا.

هناك أناس هم هكذا، سأستعرض أربعة منهم، كانت سيرتهم تتفق مع هذا التشبيه الذي عرضته، وهم عمر عبد الجبار، وبابا طاهر (طاهر زمخشري) وعبد الكريم الجهيمان، في واحدة من خصائصه سأذكرها حين يأتي الدور، وكذلك برنامج الأطفال الخليجي (افتح يا سمسم)، ولكل واحد من هذه العلامات سيرة ذهنية نفحت بمعينها وجهاً من وجوه الثقافة، في مجال محدد صنع أثرها باقياً كما الماء في الأعماق يغوص ويبعد عن العيون ولكنه لا يفقد قيمته باختفائه، ونكون نحن فقط نسينا أنه هطل وكأنما قد رحل وإن لم يرحل، وسأنبش عن معين كل واحد من هذه، فقط لنعيد للماء تدفقه ولو عبر الذكرى والتذكّر، ونسمح لذاكرتنا لتحتفل بروحها المنسية وتتورّق باستعادة ذاكرة (أطفال المطر) في أربع توريقات تتوالى تباعاً هنا.

- عبد الله الغذامي