Saturday 13/12/2014 Issue 455 السبت 21 ,صفر 1436 العدد
13/12/2014

(عند العلماء في العصر الحديث)

أصل الخطأ:

( عند العلماء في العصر الحديث)

أحسبُ أنني واحد من الذين يتألمون لوضع (علم الحديث) رواية ودراية.. كذا الحال بالنسبة لعلم اللغة والنحو وفقه الآثار، فهناك فهم قد جانبه الصواب في حقيقة العلم، حقيقة لابد من كشف عوارها فهناك: عالم حديث/ ومُحقق/ وباحث/ وجامع ليس إلا، وهذا الفهم السيئ في هذا الحين هو الذي جعل محقق الآثار النبوية مُحدثاً.

وليس كذلك وجعل الباحث فيها مُحدثاً وكذا: الجامع، حتى إذا رأى الناس هؤلاء قالوا: هؤلاء علماء الحديث وليس ثمة، فعالم الحديث هو من يحفظ الأسانيد والمتون مع العلل والحالات الأخرى لكن: المحقق/والباحث/ والجامع لا يمكن لواحد منهم مُطلقاً أن يكون: مُحدثاً وهذا ما كنتُ أُبينه لكافة العلماء هنا وهناك.

وهو ما تجب معرفته والوقوف عليه قبل أي شيء آخر.

وكنت أستمع إلى محاضرة كتب في العنوان (الشيخ /د/ المحدث) وقد فرحتُ بهذا وطربت له فما هو إلا هنيهة حتى تبين لي خطأ الفهم وهو ماجرَّ إلا خطورة وضع: (المحدث) هكذا وماذاك إلا أن المحاضر أستاذ في الشريعة رسالته الدكتوراة عن (الحديث) وما هو إلا باحث.. وبينه وبين علم الحديث رواية.. (حفظ الصدر) والدراية فهم النص كما بين المشرقين.

هذه مقدمة لابد منها حيال هذا الجزء من (المعجم) ج/16/م8 لأبين هنا الخطأ الحاصل بين: النحوي.. واللغوي فينما يوصف هذا أنه: (نحوي).. واللغوي فبينما يوصف هذا أنه: (نحوي) يوصف ذاك أنه: (لغوي) بينما هما «كاتبان» فقط.

وسبب هذا العجلة في إعطاء الأوصاف لغير صاحبها فذلك الذي يمكن أن يُلقي محاضرة مدتها ساعة دون ورقة ودون تحضير ولا يكرر ما قال قبل شهر مع أدب جم وخلق حسن وتضلع في أساسيات هذا.. وذاك فذلك هو: العلم النحوي أو العلم اللغوي..

أذكر هذا بين يدي ما قرأته عن درس في (النحو( بتجاوز الساعة بسبع وعشرين دقيقة.. وحينما سألتُ عن هذا كان الجواب إنه أستاذ في النحو أي من (العلماء) في هذا المجال فأسفت كثيراً إذ كانت محاضرته عن: الحال.

فقد قال ما نصه عنها: الحال هي: اسم منصوب يوضح معنى صاحبه.

ثم هو يقول: هذا هو الصحيح،

وقال: والحال تكون مشتقة فقط.

ومعنى: هو الصحيح أي تعريف الحال أنها اسم أن هناك من قال غير ذلك

وقوله: مشتقة فقط يعني الحال،

هذا دال عنده حسب اطلاعه أن ليس ثمة غير هذا.

لقد اتهمت نفسي فيما قرأتُ هذا وعدت أقرأ مرتين فإذا بي على فهمي مما قرأت وحتى يبين الصواب فإنه لا يمكن بأي صورة أن تكون الحال اسما بل هي: صفة منصوبة يتبين منها وصف المذكور قبلها.

مثال هذا وقس عليه: (قام العالم إجلالاً لشيخه). ومن قال: إن (إجلالاً) اسم وكون الحال مشتقة فقط، لست أدري كيف أفهم هذا، فالحال تكون على صفتين: مشتقة كما قال وتكون أيضاً: (متنقلة) وليته جعل الباب مفتوحاً لم يقفله، وليس هنا بيان معنى: مشتقة.. ومتنقلة، ومن المعلوم من حال الحال بالضرورة أنها لا تكون إلا: (صفة) هذا ما دونه كبار العلماء ومثلوا عليه.

صحيح أن الحال قد وقع في تعريفها وتنكريها خلاف هل تكون نكرة أو تكون معرفة..؟

هذا ما سبرته لكن ليس ما تقدم فإنه خطأ كبير من أستاذ كبير..

وحتى الحال في هذا الخلاف هل هي نكرة أو تكون معرفة؟

فلعل الصواب حسب فهمي أن الحال لا تكون معرفة.. وهذا أمر ندركه بالتذوق والاطلاع المكين،

فإن جاءت معرفة.. مثلاً.. حسب الظاهر فإنها نكرة حسب المعنى بدلالة المعنى نفسه على كل مثال يكون.

هذا يجرني إلى القول أن نفرف بين العلماء الحقيقيين/ وبين الكتاب/ والمحققين والباحثين.

وهو كذلك ما يدعو إلى أن يعقل المرءُ نفسه وقدراته وفهمه فإن الناس اليوم بحمد الله تعالى مطلعون ويستطيعون أن يفرقوا وأن يميزوا فيعرفون حال من يكون هذا.. ومن يكون ذاك.

لكن لعلها مني إشارة إلى ضرورة التقصي والتروي وفهم الحالات على وضعها الصحيح لأن من يكتب أو يُحاضر «خلاص» فقد أصبح ما يكتبه أو ما حاضر حوله في صفحات التاريخ فقد يكون له وقد يكون عليه.

- الرياض