(لا يصح أن يتحول المرء إلى كلب لمجرد اعتقاده أن خصمه كلب) طرحت هذه التغريدة مرة كجواب على تساؤل من أحد المتابعين، وكنت أستلهم كلمة مأثورة عن غاندي بأن الثأر هو أن تعض الكلب الذي عضك، ولا شك أن هذه المسألة هي أشد حالات التوتر التفاعلي في تويتر، حيث يسهل استفزاز أي واحد منا بمجرد أن تأتيه تغريدة توحي بطعنة من نوع ما، وأكثرها الجوانب الشخصية، وحينها يجري الامتحان العسير حيث يتحول الشخص المحترم إلى شخص بذيء لمجرد كون مقابله شخصا بذيئا، وكأن أحدهما مرآة عاكسة تعكس الآخر، أو كأن الواحد منهما صدى للآخر ومجرد نتيجة تلقائية له، ويجري هذا النوع من الامتحانات يوميا على تويترمع كل حالة تفاعل حساسة، حيث تظهر المخزونات اللغوية التي يستحي منها المرء، كبضاعة فاسدة في دكان مزركش الواجهة، ولكن الرائحة الكريهة مهيأة لأن تفوح مع أي تحريك لكراتين البضاعة الراكدة، ولا شك أن الحكم والنصائح تعمر ذاكرة كل واحد منا لتجنب هذه المواقف، ولكن الحكمة لا تمنهج الناس السلوك،كما هو واضح عمليا، ولا يدرس الناس غير شيء واحد وهو أن يسمحوا لأنفسهم بأن تتعلم من أخطائها، وهنا سيكون خطاب تويتر اللحظوي فرصة لنا لنتعلم منه كيف نحمي أنفسنا من أن نتحول إلى كلاب لمجرد أن خصمنا كلب.