الناشر: المركز العربي للأبحاث؛ 2013
الصفحات: 496 صفحة من القطع العادي
«.. يعالج الكتاب الدين والعلمانية في سياق تاريخي. وهو يُعدّ في منزلة المقدمة لهذا الكتاب، وذلك بمعالجة موضوعات الدين والتدين بتمييزهما من أقرب الظواهر الاجتماعية إليهما. وينتقل بها بشكل تدريجي الى استنتاج محدد هو ضرورة فهم أنماط العلمنة في عصرنا من أجل فهم أنماط التديّن. ويتناول هذا الكتاب مسألة التديّن من منطلق أن الدين ظاهرة لا تقف وحدها من دون تديّن. ويعالج مركزية الإيمان في الدين، ويحلل مسألة الإيمان ويبيّن خصوصيتها، وذلك بتحليل الظاهرة الدينية وأدبياتها.
كما يحلل الفرق بين الإيمان بحقائق (أو تصديقها)، ويكنّيه إيماناً معرفياً، والإيمان الديني المحض (أو العرفاني). ويتطرق كذلك الى مسألة مركزية هي تمايز التديّن بصفته ظاهرة اجتماعيّة لها دينامية تطور، وحيز دلالي اجتماعيّ كافٍ يسمح بوجود تديّن من دون إيمان.
كما يتناول مسألة تمييز معاني العلمنة، ويعتبرها نموذجاً سوسيولوجياً في فهم المراحل الحديثية وتفسيرها في عمليّة تمايز وتم فصل بدأت منذ وعي الدين باعتباره ديناً، ويمكن اعتبارها، مثل أي تمايز، صيرورةً تاريخيّة جاريةً مذ بدأ تطور المجتمعات البشريّة. ولا تقبل هذه الصْيرورة أي تنميط أيديولوجيّ نهائيّ لها. وتتجلى العلمنة بمعناها الضيّق، باعتبارها تطوّراً تاريخياً متعيّناً منذ فجر الحداثة، في انحسار الدين من مجال فكري واجتماعيً بعد آخر، بما في ذلك تحييد الدولة في المجال الديني، وتحييد العلم دينيّاً وغير ذلك».