المترجم: عمر سعيد الأيوبي
الناشر: مشروع (كلمة) للترجمة 2013
الرسالة الرئيسية التي يحاول الكتاب تأكيدها هي «أن فوائد التنمية التي جرى التحدّث عنها كثيراً في السنوات الخمسين الماضية لم تتحقّق لدى غالبية سكان العالم، ولن تتحقّق، فالاستثمارات اللازمة غير متوافرة، والتكنولوجيا الحديثة تتخلّى في الواقع عن العمالة بدلاً في توفير فرص عمل جديدة في العديد من المدن المتضخّمة في الجنوب، والنتيجة هي أن الغالبية العظمى من البلدان التي تسمى نامية خطأ لم تشهد تنمية حقيقية. فثمة 4.8 مليار نسمة في هذه البلدان بعيدون جداً عن أن يصبحوا طبقة متوسطة عالمية، ويعيش ما يقرب من 1.3 مليار نسمة من سكان العالم بأقل من دولار واحد في اليوم ولا يستطيعون شراء الغذاء الضروري، ويعيش 3 مليارات أيضاً على دولارين في اليوم، من دون أمل في الوفاء ضمان احتياجاتهم الأساسية إلى الرعاية الصحية والتعليم والسكن، كما بقي نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في أكثر من 100 بلد من دون تغيير أو تراجع عمّا كان عليه قبل عشرين سنة.
كما أن العديد من البلدان، وأنحاء واسعة من مدنها على وجه التحديد، أصبحت «كيانات تسودها الفوضى ومستعصية على الحكم» وتخضع لسيطرة أمراء الحرب والمافيات، بعد أن فشلت نماذج التنمية التي تستلهم الاقتصاد الموجّه واقتصاد السوق. ولعل الوصف الأفضل للبلدان التي تسمى نامية هو «الاقتصادات الوطنية غير القابلة للحياة». ما الذي يمكن عمله إذاً؟ لا بد من إحلال أجندة «بقاء الأمم» محل أجندة «ثروة الأمم»، وللحؤول دون تزايد البؤس الإنساني والاضطراب السياسي، فإن على العديد من البلدان التخلي عن أحلام التنمية واعتماد سياسة البقاء الوطني القائمة على توفير الاحتياجات الأساسية من الماء والغذاء والطاقة وتثبيت استقرار سكانها.».