لَوْلَاكِ مَا اعْتَدْتُ نَبْضَ الحُبِّ مِن أَلَمَي
وَمَا عَرفْتُ شُعُورَ الشَّوقِ فِي نَدَمِي
كَلاَّ وَمَا سَهِرَتْ عَيْنِي مُؤَرَّقَةً
وَلا تَعَثَّرَ فِي إِيْقَاعِه نَغَمِي
لَولاكِ مَا ابْتَسَمَتْ مِنْ وَاقِعِي لُغَتِي
وَلا كَتَبْتُ بِهَا شِعْراً لِمُبْتَسِمِ
يَا مَنْ تُلَوِّنُ إِحْسَاسِي وَتَرْسِمُه
حَتَّى يُرَى فِي أَمَاسِيْهَا كُمُتَّهَمِ
وَمَنْ تُشَكِّلُنِي أَحْلامُهَا شَجَناً
يَسْرِي جُنُوحاً كَرُؤيَا اللَّيْلِ بِالحُلُمِ
رِقِّي كَمَا كُنْتِ عُودِيْنِي كَزَائِرةٍ
بِبَسْمَةٍ أَتَدَاوَى مِنْكِ فَابْتَسِمِي
بِرُقْيَةٍ بِرِضَابٍ مِنْكِ قَدْ مُزِجَتْ
إِذَا نَفَثْتِ بِهَا أَحْسَسْتُهَا بِدَمِي
حَتَّى إِذَا وَصَلتْ قَلْبِي اسْتَعَادَ بِها
خَلْجَاتِه فَتَعَافَى بَعْدُ مِن سَقَمِ
وَهَزَّه الشِّعْرُ إِحْسَاساً يُعَلِّلُه
نَادَاكِ فاقْتَرِبِي وَاسْتَقْبِلِي دِيَمِي
وَقَرِّبي وَرَقاً تَسْتَمْطِرِينَ بِهَا
شِعْراً لِيَهْطِلَ مِنْ رُوحِي إِلَى القَلَمِ
فَأَنْشِدِيه عَلَى الدُّنْيَا لِتُنْشِدَه
عَلَى النُّجُومِ وَمَنْ يَسْعَى عَلَى قَدَمِ
كَفَاكِ أَنَّكِ مَنْ قَلْبِي يُحَسِّسُهَا
بِنَبْضِه شَاعراً بالحُزْنِ والأَلَمِ
وَمَنْ تُحَدِّثُ إِذَا يَلْقَاكِ رَعْشَتُـه
وَمَنْ مُحَيَّاه يَرْوِي الشِّعْرَ لِلعَجَمِ
مَشَاعِرِي تَتَجَلَّى فِي تَناقُضِهَا
فَأنْتِ فِيْهَا وَمِنْهَا مَوقِعُ الحَكَمِ
فَقَوِّمِيْهَا كَمَا أَمَّلْتِ وَاهْتَبِلِي
مِنْهَا المُنَى نَشْوَةً إِنْ شِئْتِ وَالْتَزِمِي
مَبَادِئِي لَكِ فِي دنْيَاكِ حَافِظَةٌ
فَلْتَحْفَظِيْهَا فَمِنْهَا تَرْتَوِي قِيَمِي
لَولاكِ لَولاكِ مَا أُلْهِمْتُ رَائِعَةً
فِيْهَا مِن الشِّعْرِ وَالرَّاقِي مِن الحِكَمِ
يَا مَنْ تُجَدِّدُ فِي إِيْحَائِهَا صُوَري
وَمَنْ تُحَفِّزُ فِي إِيْقَاعِهَا هِمَمِي
إِنِّي لأَلْقَاكِ شِعْراً فِي مخَيِّلَتِي
وَوَاقِعِي مِثْلَ شَمْسٍ فِي دُجَى الظُّلَمِ
عَيْنَاكِ قَدْ نَصَبَتْ لِي بالضُّحَى شَركاً
وَقَعْتُ فِيْه كَصَقْرٍ جَائِعٍ وَظَمِي
وَعَادَ ثَانِيَةً يَسْعَى وَعَاشِرَةً
مِنْ بَعْدِ تَحْرِيرِه فِي السَّهْلِ والقِمَمِ
فَلْتَأْسُرِيْه فَعَيْنَاه مُؤَرَّقَةٌ
لَولاكِ لَمْ تَعْرِف الشَّكْوَى وَلَم تَنَمِ